Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

٪ تعليقات

الطفل والإعلام إلى أين؟

تزداد المواد الإعلامية خطورة عندما يتعلق الأمر بالأطفال؛ لأنه يوجد لدى الطفل ما يجعله يلتمس في برامج التلفزيون خبرة خاصة تأخذ مكانا ضمن خبراته المكتسبة. والسؤال الذي يطرح نفسه أمام العام والخاص هو ما هي أسباب هذا السلوك العدواني وهذا العنف في أوساط أطفال صغار لم يبلغوا سن الرشد بعد؟ من هو المسئول؟

إن أصابع الاتهام توجه كالعادة للتلفزيون كوسيلة إعلامية حيث يقضي الطفل في مختلف دول العالم وقتا طويلا أمامه يتراوح ما بين الأربع ساعات إلى أكثر، ومن سلبيات هذه الوسائل السهر وعدم النوم مبكرًا والجلوس طويلاً أمامها دون الشعور بالوقت وأهميته، مما له أثره على التحصيل الدراسي وأداء الواجبات المدرسية، بالإضافة على الأضرار الجسيمة والعقلية كالخمول والكسل، والتأثير على النظر والأعصاب، وعلاقة ذلك بالصرع والسلبية، والسمنة أو البدانة التي تصيب بعض الأطفال لكثرة الأكل أمام هذه الوسائل مع قلة الحركة واللعب والرياضة.

أثر وسائل الإعلام على الطفل:

والطفل الصغير تقدم له وسائل الإعلام الثقافات المختلفة والموروثات، التي لا يستطيع تمييز أفضلها من أسوئها، مما يجعل هذه الوسائل سلاحًا ذا حدين على الأطفال بسلبياته وإيجابياته، وهذا ما يجعل إعلام الطفل محور اهتمام بالغ من كافة أفراد المجتمع، خاصة مؤسساته الإعلامية المعنية بالطفل والطفولة.

ومن سلبيات وسائل الإعلام أيضًا إثارة الفزع والشعور بالخوف عند الأطفال عبر شخصية البطل والمواقف التي تتهدده بالخطر، والغرق في الظلمة والعواصف والأشباح، خاصة إذا كان الطفل صغيرًا ويتخيل كل الأمور على أنها حقائق؛ وفي ظل هذا التطور والتقدم المذهل لوسائل الإعلام وجدنا أنفسنا أمام هجمة شرسة مفروضة من الإعلام وغزوًا يجتاح عقول أطفالنا.

ومع هذا الوضع الذي يتيح لأطفالنا كل شيء، أصبح معه أمر المنع غير مناسب ولا معقول، فلابد من التعامل بحذر مع المادة الإعلامية، وإيجاد البديل المناسب، ولابد من صناعة إعلامية تصل لعقل الطفل ولا تجعله يشعر بالغربة، ولا شك أن المسئولية مشتركة بين البيت والمدرسة وأجهزة الإعلام والثقافة ومن المجتمع بشكل عام، وأن ينتبه الجميع إلى خطورة تأثير وسائل الإعلام على الأطفال إذا لم توجه بشكل صحيح وتحت مراقبة وتوجيه من الوسائط التربوية، كي تكون وسائل بناء وتربية، وليست وسائل هدم وفقدان هوية للأطفال.

ذ. نوال الزاكي – باحثة

التعليقات

  1. نوفل الغزاوي

    أسأل الله تعالى لكم المزيد من الاستمرارية والعطاء.

    وأود أن أشير إلى أن الموضوع المطروح جدير بكل تنويه؛ لأن الطفل في الأساس هو رجل المستقبل.
    ومن قال بأنه من الممكن أن يكون من يمسك المشعل لجريدة الميثاق التي أحيت من جديد على يدكم ولله التوفيق.

  2. نور الإبراهيمي

    نتمنى لهذه النافدة المزيد من التألق والنجاح، لما حملته من مواضيع قليلة في الطرح، ونتمنى قراءة المزيد والمزيد من المواضيع في نافدة منبر مفتوح.

  3. الستيكي عبد السلام

    في البداية نتقدم بالشكر الخاص إلى رئيسة التحرير السيدة بزامي عزيزة لاختيارها الموفق لكاتبة مواضيع منبر مفتوح؛ فإنها نعم القلم.
    فقد طرحت في العدد السابق موضوع الحوار من خلال التعاون مع الآخر، لا أنكر لقد أعجبني الموضوع كثيرا، ولكن حينما دخلت الموقع اليوم ووجدت موضع الإعلام والطفل فوجئت من جديد بهذا القلم البارز الذي لا يتكلم بأنانية؛ فإن قلمها يشارك كل قارئ فهنيئا لكم بهذا العضو.

  4. أم العيون

    إن موضوع الطفل تكاد وسائل الإعلام أن تنساه تتناسى مشاكله و كأنها ببرامجها تعطيه مُسكنا لكي لا يخرج من قوقعته.
    نشكر موقعكم المحترم الذي لفت الأنظار للطفل، كما نرجو أن تكون جريدتكم سباقة دائما للفت الأنظار إلى ما تناساه الغير.

أرسل تعليق