Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

٪ تعليقات

الحوار من خلال التعاون مع الآخر

الحوار منهج إسلامي أصيل في التربية والدعوة إلى الله -عز وجل- فهو شكل من أشكال الحديث بين طرفين يتم فيه تداول الكلام في أجواء هادئة بعيدة عن العنف والتعصب، والمسلمون، اليوم، مطالبون تحت طائلة المسؤولية الدنيوية والأخروية بإحياء ثقافة الحوار، ونشر ثقافة الإسلام ومبادئه، تلك الثقافة التي تمثل قوة في المبادئ والقيم والفكر الأصيل لتكون قوة الثقافة في مواجهة ثقافة القوة المهيمنة على حضارة اليوم.

أما القدرة على التعاون مع الآخرين، والنجاح في العمل الجمعوي، هو مظهر لنضج الوعي، وسمو الخلق، وهو مفتاح التقدم والنهوض على الصعيد الفردي والاجتماعي. فحين يتعاون الإنسان مع الآخر، يتسع أفق تفكيره، بإضافة آرائهم إلى رأيه، كما تتضاعف إنتاجيته لانضمام طاقاتهم إلى طاقته.

ولقد بدأ هذا الحوار من اللحظة الأولى التي أراد الله سبحانه وتعالى أن يجعل في الأرض خليفة، فأراد أن يخلق الإنسان لكي تناط به هذه المهمة الصعبة، فقال سبحانه وتعالى: “وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون،وعلم ءادم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم،قال يئادم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم اقل لكم إني أعلم غيب السموات والارض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون” [سورة البقرة/  الآيات 29- 32].

وهذا الأسلوب اعتمده القرآن الكريم ليعرض لنا واقعية تجلب المستمع وتقرب منه الحوار كأنه حاضر وقتها، حيث تم اعتماد الأسلوب الوصفي التصويري، الذي يعرض به القرآن الكريم مشاهد حوارية واقعية تمت بالفعل بشكل حي يأخذ بلب المستمع، مثل حوار الله تعالى للملائكة، وحوار الأنبياء والرسل.

كما تضمنت السنة النبوية نماذج راقية للتواصل البشري، جسدتها مواقف الرسول -صلى الله عليه وسلم- الحوارية وأسهم في تنوعها وغناها حسن خلقه-عليه الصلاة والسلام-.

ويبقى السؤال المطروح دائما لكي يبقى باب النقاش والحوار والتعاون مفتوح هو كيف نستفيد من القرآن والسنة في تطوير مهارات الحوار؟

ذ. نوال الزاكي – باحثة

المقال السابق

لا توجد مقالات

التعليقات

  1. أحمد ديدي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الإسلام على امتداد تاريخه يمتاز أهله على تنوع مذاهبهم وأئمتهم وأعلامهم بآداب عالية في حسن الإصغاء لما عند الآخرين من حجج وبراهين والتزام آداب الحوار والنقاش، تقدر ما للأخر من مكانة، ولا تبخسه حقه والتفهم الكامل مما يعطي صورة مشرقة يسودها التفاهم والتعايش، وتبادل الخبرات والمفاهيم، لضمان التواصل في جو من الاطمئنان والارتياح للاعتراف بالأخر وكفالة حقه في الإدلاء بما عنده طبق للمعايير الأخلاقية التي حددها القران الكريم والسنة النبوية ونبذ العنصرية أو التحيز لجنس دون أخر، لذلك تضمنت الشريعة الإسلامية، كما هائلا ورائعا غايته رعاية الحق والإنصاف والعدل، للوصول إلى جوهر ما عند الأخر لترسيخ التفاهم والسلام والاستقرار.

    لذلك علينا الاسترشاد بما حققته الأمة الإسلامية في بداية نشأتها وفي أوج عزتها وعظمتها يوم كانت منفتحة على جميع الحضارات والثقافات ولا ننسى أن العالم المغربي الأندلسي ابن رشد الفيلسوف قال:( إن التعرف على ما لدى الآخرين أمر يرقى إلى مستوى الواجب الشرعي) وقد أوصى رحمه الله بحسن الإصغاء والتزام الأدب والتطبيق العملي لعرض الإسلام لحسن اختيار الشخصيات المتحدثة عنه حتى لا يكون هناك صدام. لأن القرآن الكريم يقول:( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) [سورة النحل/ الآية 125] ، مع ضرورة حسن التنسيق واختيار الألفاظ الطيبة في الأسئلة والأجوبة للتأثير في المخاطب.
    وختاما اشكر للأستاذة الفاضلة نوال الزاكي التي فتحت هذا الباب الذي أرجو أن تتحرك أقلام الكتاب لإثراء الموضوع حتى يعرف الجميع مزية الحوار والاستعداد لقبول الأخر للوصول إلى ما في فكره وكيفما كان طرحه لأن خطورة إهمال الحوار والإصغاء تبعت على المكابرة وخداع النفس والعناد وسوء النية والله الموفق.
    .

  2. سميرة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    وبعد
    جزاك الله خيرا أختي الفاضلة على الاختيار الموفق للموضوع، الحوار ناجع سيرا على المنهج القرآني والنبوي.
    في الحوار لابد من التخلص من آفة العجب والكبر والاعتراف بالخطأ واكتساب مهارة تقدير الآخرين.

  3. صحفي متطلع

    حقيقة الأمر موضوع ممتاز يستحق كل التنويه والتشجيع وبارك الله في الأنامل التي كتبته لأنه في لبه شيء من الذكاء لجلب القارئ وهو استعمال الأخت الكاتبة لأسلوب الحوار مع القارئ

  4. أبو فراس محمد توفيق

    سلام الله عليكم،

    لقد كاد القلم العربي أن يفتقد مثل هذه المواضيع ومثل ذلك الأسلوب في المواضيع الحوارية وإنه لمن الفخر أن نجد موضوعا يجلب نظر القارئ بطابعه الفلسفي، فهناك مواضيع عدة تلفت عنواينها نظر القارئ، ويود أن يناقشها من حيث المضمون، لكن هذا الأسلوب الذي كتب به الموضوع يجعلنا من تلقاء أنفسنا نتشارك مع الكاتبة لأنه أولا وضع السؤال للقارئ وفتح له المجال لمحاورته.

    وهذا في حد ذاته نجاح الكاتب في جلب قرائه وبالتوفيق للأخت الكاتبة نوال الزاكي على فتح باب الحوار وسأنتظر لك المزيد من المواضيع.
    .

أرسل تعليق