Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

مولد الرسول الكريم صاحب الخلق العظيم

      إن اليوم الذي استنارت فيه البلاد وقلوب العباد سيدنا محمد خاتم النبيئين وإمام المرسلين لهو يوم يجب أن يسمو على الأيام عند عموم البرية، وأن الشهر الذي تكاملت وأشرقت فيه أنوار محياه الكريم لهو شهر من أشرف الشهور وأعظمها مزية، وأن العام الذي امتن فيه الرب الكريم على سائر الكائنات بإبراز الذات المصطفوية والعبقرية المحمدية لهو أفضل الأعوام الآتية والماضية.. فما أشرف الأوقات التي تصاعدت فيها إلى الطباق السبع أنواره، وانتشر في كل الأكوان ذكره وأخباره، وكيف لا يكون لتكلم الأوقات الزاهرة كل ذلك الفضل، وقد أطلت فيها على العالم العلوي والسفلي بشائر المسرات، وأقبلت على الحرم المكي لاقتباس الأنوار الروحانية سكان الأرض والسموات بعد أن أشرق الكون كله بالضياء والنور ورفعت فيه أعلام الفرج والسرور، وما أكثر ابتهاجات الأرواح الزكية بقدوم المجتبى الحبيب الذي كان لأمراض البشرية أمهر نطاسي وأكبر طبيب لا يوجد من بين العقلاء من يشك في أن أنجع الأدوية وأسرعها شفاء لأدواء الجسوم والقلوب، هو ما حمله رسول الله صلى الله عليه وسلم فببعثته ورسالته صلى الله عليه وسلم طهرنا الله من الضلال والحيرة والشرك والغواية ومساوئ الأخلاق، وأعز الله الإنسانية وخلصها من سلطات الجبابرة المعتدين وكبت الظلمة المستبدين وآنذاك امحت آثار الأحقاد والخصومات برسالته صلى الله عليه وسلم وضعت مبادئ العدل والمساواة، وأقيمت معالم الهداية والرشاد لمن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ونصبت للمؤمنين قواعد الإخاء والتوادد بقوله الكريم: “المؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا” ونصحه الحكيم القائل: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.

      إلا أن الاحتفاء والاحتفال بمولده الشريف صلى الله عليه وسلم لا يكون بنصب الرايات ودق الطبول والتفنن في المشروب والمأكول بل بما يحبه الله ويرضاه من العمل الصالح والتعاون على البر والتقوى والرجوع إلى تعاليم كتاب الله المبين، والسير على منهج رسوله الأمين وتحكم الشريعة الغراء والجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمته وتحرير أمة الإسلام من التبعية وجعلها بحيث تكون كما جاء في الحديث: “المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدانهم وهم يد على من سواهم”، فهذا ما يجب النظر فيه بمناسبة المولد الكريم، والتفكير في القيام به ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز.

ذ. محمد مفضال السرغيني

 جريدة الميثاق، العدد 376، فاتح ربيع الأول، 1402هـ / الموافق 28دجنبر 1981م، السنة الثامنة عشرة.

أرسل تعليق