Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

الاسلام والآداب الاجتماعية…

      تناول الإسلام بالتنظيم كل جانب من جوانب حياة المسلمين، ومن تلك التنظيمات الراقية والآداب الاجتماعية، ما سطره في محكم القرآن من أدب الاستئذان، مع الأقارب والأباعد على السواء، وتعليم المسلمين كيف يقدسون حرمة البيوت قبل دخولها، وكيف يلتمسون السماح على الأبواب حين الانتهاء إليها، وتضمين كل ذلك آيات بينات من الذكر الحكيم تستهوي بروعتها مجامع القلوب، وتستولي برقتها وعذوبتها على المشاعر. قال سبحانه وتعالى: “يا أَيُّهَا الَذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَانِسُواْ وَتُسَلِّمُواْ عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ” [النور، 27].

      والتوجيه القرآني الكريم يدعوا المؤمنين به السائرين على جادته أن يتمهلوا حين الدخول على الغير حتى يُسمح لهم بالدخول وذلك بطلب الإذن حسب أسلوب الاستئذان الذي درج عليه الزمان والمكان، واستقرت عليه الأعراف المتنوعة، والأوضاع المتطورة.

      ومن تمام الأدب الإسلامي أن ينطق المستأذن بما يفصح عن شخصيته إما باسمه أو بكنيته، أو بما هو مشهور عنه، ولا يكفي هنا أن يقول من وراء الباب “أنا” فإنها لا تزيد الموقف إلا غموضا وإبهاما، ومن حق أصحاب المنزل ألا يأذنوا لمن قال “أنا” وقد كره النبي عليه الصلاة والسلام هذا التعبير حين الاستئذان.

      أخرج الجماعة عن جابر قال: “أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في دين كان على أبي فدفعت الباب فقال: “من ذا” فقلت: أنا، قال: “أنا، أنا كأنه كرهه”.

      ومن آداب الاستئذان التي عني بها القرآن الكريم وأرشد إليها بأسلوب فيه قوة وصراحة، وتناولها بوضوح وصراحة، أن يتخير الزائر الوقت المناسب للزيارة، ويتحين الظرف الملائم للاستئذان، إذ ليس كل وقت صالحا لذلك ولا كل حين ملائما للاستئناس والدعوة. وعلى الزائر أن يتذوق معنى المناسبة الزمانية والمكانية للزيارة والاستئذان، وفي سورة الحجرات آيتان كريمتان تعرضتا لهذا اللون الذوقي في آداب الزيارة والإستئناس وهما قوله تعالى: “اِنَّ اَلذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ وَلَوَ اَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” [الحجرات، 4-5].

جريدة ميثاق الرابطة، العدد 789، الخميس 18 ربيع الأول 1418هـ الموافق 24 يوليوز 1997م، السنة الثلاثون.

أرسل تعليق