Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

في ضرورة الكدح العلمي والمنهاجي في باب التبني لهموم الناس

      جعل الله من التكذيب بالدين، عدم تبني هموم ومشاكل الآخرين، ومساعدتهم، ولو بالكلمة الطيبة، وتوعّد من يمنع الماعون في حالة الاستطاعة، عمن يحتاجون إليه، فقال سبحانه: “أرايت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين فويل للمصلين الذين هو عن صلاتهم ساهون الذين هو يراءون ويمنعون الماعون” [الماعون، 1-6].

      وطبيعة الإسلام هذه، هي التي جعلته يتقدم الأديان الأخرى، ويتبوأ من بينها المقام الأحمد؛ لأنه ليس مجرد مجموعة اعتقادات وقناعات، وإنما هو عقيدة وعمل، ومنهج حياة متكامل.

      إنه من سنة الله، ألا تعالج المشكلات الواقعة، إلا بحقائق تقع، تقابلها وتغيرها. وإذا أراد العاملون للإسلام اليوم إنقاد البشرية بالإسلام، فعليهم أن ينطلقوا من إدراك عميق لطبيعة هذا الدين العملية، وذلك مقتضاه عدم الاقتصار على الخطاب التعليمي التبشيري، بل قرنه بالعطاء العملي الواقعي، الذي يحض هذا الدين عليه أتباعه، وبوفرة من النصوص وافرة، وهذا بعد القضية التعبدي.

      وحين يتحقق تمثل هذا البعد، ويتم التحرك به، يصبح خطاب العاملين من أجل الإسلام للناس، خطابا عمليا، بالإضافة إلى كونه تعليميا تبشيريا، خطابا ينطلق من التبني لهمومهم، وآلامهم، بالإسلام، وإن الخطاب الذي ينبعث من هذه الأرضية، لهو الخطاب المستن بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن سار على نهجه بإحسان.

      إن المقصود بالالتحام بالناس، هو الكدح والمكابدة العلمية والمنهاجية لتقديم الحلول لمشاكلهم كلها، استلهاما من الوحي الخاتم باستدامة الاطراح ببابه، ومحاورته، واستنطاق هادياته، ليحرز الفضل العظيم المكنون فيه. مع التركيز، من قبل ومن بعد، على أن الممهد لكل ذلك هو العكوف على بلورة المناهج التربوية الناجعة، المؤصلة في الوحي والموائمة للسياق.

      والله الهادي إلى سواء السبيل

الأمين العام

                                                                                                               للرابطة المحمدية للعلماء

أرسل تعليق