Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

مخطوطات القرآن الكريم بالمملكة المغربية – نحو الفهرسة المعلوماتية والقراءة الافتراضية.. (1)

منذ الفتح الإسلامي لبلاد المغرب الأقصى، احتل القرآن الكريم مكانة مركزية لدى عموم المغاربة، وصار مدار دينهم ودنياهم. وعلاوة على ارتباطهم العقدي والروحي به، حفظا وتفسيرا وتجويدا، انبرى الخطاطون منهم لإحاطته بمختلف مظاهر العناية الجمالية كتابة وزخرفة وتسفيرا، مما راكم على امتداد الحضارة المغربية ذخائر نفيسة من المصحف الشريف، بحيث تحقق فيها على نحو مرهف وعظيم ذلك الاقتران الأسمى بين الديني والجمالي. وإذا كانت كتابة أولى المصاحف المغربية قد توافقت في معظمها مع قراءة الإمام حمزة التي كانت سائدة في أقطار المغرب، فإنها استقرت بعد ذلك على قراءة الإمام نافع من رواية تلميذه ورش، وكانت في أغلبها مكتوبة بالخط الأندلسي أو المغربي، مثلما تم شكلها في الحقب الموحدية والمرينية والسعدية مع إضافة لونين جديدين هما الأزرق والأخضر لرسم التشديد والسكون الحي. وعلاوة على المصاحف التي تمت كتابتها أو طباعتها حجريا، اغتنت الذخيرة المغربية بالمصاحف المخطوطة التي جلبها المغاربة طيلة العصور الماضية من رحلاتهم الحجية والعلمية، مما تزخر به بعض الخزانات العمومية والخاصة.

مخطوطات القرآن الكريم بالمملكة المغربية - نحو الفهرسة المعلوماتية والقراءة الافتراضية.. (1)

واليوم وفي ظل العولمة، أصبحت الرقمنة واحدة من أولويات الدول التي قبلت التحدي المتمثل في الانخراط في مجتمع المعرفة، وبالتالي تقعيد الحق في الوصول إلى المعلومة. ويبقى في نهاية المطاف الهدف الرئيسي من الرقمنة هو المحافظة على الخصوصية المميزة لكل دولة ومجتمع ومؤسسة والمتمثل في طبيعة تراثها الثقافي والفكري. هذا الرصيد الوثائقي الذي يجب الحفاظ على أصوله وبالتالي توفير نسخة رقمية لها سواء للتخزين أو للتداول أو هما معا وخاصة بالنسبة للوثائق الهشة والصعبة التناول مثل المخطوطات عامة وخاصة منها ما يتعلق بكتاب الله عز وجل الذي يتميز بغناه رسما وزخرفة، بل ومجبرين للمحافظة عليه مصداقا لقوله تعالى “إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” [الحجر،9]. كما تهدف الرقمنة إلى مناولة الوثيقة ونشرها عن بعد عبر وسائط الاتصال الحديثة دون الحاجة إلى التنقل ولفائدة عدة قراء افتراضيين في نفس الوقت. وهي تسمح كذلك في استغلال المحتوى للوثيقة في شكلها كصورة أو بتحويلها بواسطة عمليات تكنولوجيا المعلومات والاتصال إلى شكل نص مكتوب أو نص صوتي يمكن التعامل معه بكيفية أو بأخرى..

يتبع في العدد المقبل..

 

أرسل تعليق