Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

التطورات التاريخية لما بعد سجلماسة.. (12)

تافيلالت خلال القرن 13 الهجري و 19 الميلادي

التطورات التاريخية لما بعد سجلماسة.. (12)

لقد كان السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان مثله في ذلك مثل باقي السلاطين العلويين مرتبطا أشد الارتباط بتافيلالت، وكان ذلك دافعا قويا حفزه على تخليد منجزات عمرانية بها. ويشير مؤلف كتاب التاريخ الصغير للمغرب أنه “في سنة 1860 ميلادية كان السلطان سيدي محمد يتوفر على الملكية الخاصة لأربعة قصور بتافيلالت هي آبار، وبني ميمون، وأولاد سعيد، والدحيك، ثم ضم إليه اثنان آخران هما أولاد عبد الحليم وأولاد أحمد [أولاد محمد الشرفاء حاليا]”[1]. في هذه الفترة أيضا يمكن الإشارة إلى الصراع الذي نشب بين مولاي رشيد وأهل السفالات بسبب مشاكل السقي، ذلك أن أهل السفالات اتهموا خليفة السلطان بتحويل مياه وادي زيز بعد أن قام بتشييد ثلاث سدود على الوادي وهي: سد المعاضيض، وسد أولاد الزهراء وسد السيفة. هذا الصراع دام لعدة سنوات ولم يهدأ إلا بوساطة من زعماء بعض الزوايا.

في سنة 1263 هجرية / 1873 ميلادية توفي السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان فخلفه ابنه وولي عهده مولاي الحسن. وظلت تافيلالت خلال حكم هذا الأخير [1263 هجرية / 1873 ميلادية – 1284 هجرية / 1894 ميلادية] تحت حكم خليفته وأخيه مولاي الرشيد ومن أهم الأحداث التي عرفتها المنطقة في هذه الفترة أذكر بشكل خاص زيارة السلطان لتافيلالت سنة 1283 هجرية / 1893 ميلادية وذلك قصد الترحم على روح أجداده وخاصة منهم مولاي علي الشريف، فضلا عن إعادة الأمن والاستقرار للمنطقة بعد سلسلة من الصراعات المحلية.

وترك الطبيب الشخصي للسلطان وصفا لهذه الزيارة، إذ يقول: “كان السلطان مرفوقا بجميع كبار موظفي المخزن، ومنهم الوزير الأكبر الحاج المعطي، والحاجب أبا حماد، وكاتب الشؤون البرانية فضول غرنيط، وكاتب الجيش محمد الصغير، والمعلم الكبير للمدفعية مولاي الصويري، وقائد المشور.. والطبيب الخاص الفرنسي ليناريس”[2]. خلال هذه الزيارة، شيد مولاي الحسن قصبة تغمرت قصد إيواء الخليفة السلطاني رفقة حامية عسكرية، كما قام بجولة لموقع القصبة السجلماسية وقضى ليلة كاملة يتعبد بمسجدها أو المصلى الذي لا زال موجودا. “المكان احتفظ بنوع من القداسة، فالصلوات السنوية لعيد الكبير والعيد الصغير تؤدى بالمصلى المحاذي للمسجد وحيث الصومعة بقيت واقفة”[3].

———————————————-

1. Caillé (Jacques): La petite histoire du Maroc. Casablanca, Librairie Faraire, Rabat, Librairie Céré; édition Société de Librairie et d’Editions Atlantiques 1954. Trois séries, 3° série: de 1850 à 1912; illustrations hors texte, 243 pages) pp. 158 -1 59).

2. Linares (Fernand, Docteur): “Voyage au Tafilalet avec S.M. le sultan Moulay Hassan en 1893”, Bulletin de l’Institut d’Hygiène du Maroc. Rabat, publication de la Direction de la Santé et de l’Hygiène publiques, Tome: III,  juillet – septembre 1932; pp. 93-116 (p 103).

3. Harris (Walter B.): Tafilet. London, édition WIlliam Black Wood and sons 1895 ; illustrations dans le texte, 1 carte hors texte, 386 pages ]Le Tafilalet: pp. 213-306[p 284).

أرسل تعليق