Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

٪ تعليقات

الدكتور سيد طنطاوي… أوصيكم بالقراءة والصدق والعفاف

تنشر جريدة “ميثاق الرابطة” هذا الحوار مع فضيلة الشيخ، محمد سيد طنطاوي، الذي رحل إلى دار البقاء، مساء الثلاثاء 9 مارس الماضي، وجاء الحوار على هامش مشاركة فضيلته في سلسلة “الدروس الحسنية المنيفة” التي تلقى بين يدي صاحب الجلالة الملك محمد السادس -حفظه الله-، حيث كان رحمه الله تعالى مواظبا على المشاركة في هذه الدروس المباركة، التقته ميثاق الرابطة وهي إذ ذاك في بداية إطلاقها الإلكتروني فكان مستبشرا بها رحمه الله تعالى، وخصها بهذا الحوار بالرغم من انشغالاته الكثيرة وقصر مدة إقامته بمملكتنا، وكان -رحمه الله- قد أراد أن يزيد في التوسع بأجوبة أخرى، إلا أن كثرة انشغالاته ومباغتة قضائه عز وجل، حالا دون إتمام هذا الوعد الذي قطعه لنا، فرحم الله العلامة السيد الطنطاوي وأسكنه فسيح جناته.

1.    بداية، كيف يقدم فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوي نفسه لقارئ جريدة “ميثاق الرابطة”؟

بسم الله الرحمن الرحيم، أقدم نفسي بكل سرور إلى أبنائي وبناتي بالمملكة المغربية الشقيقة: أنا محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يديم على المملكة المغربية بقيادة سمو أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس أكرمه الله نعمة الأمان، ونعمة السلام، ونعمة الرخاء، ونعمة الاطمئنان، وأقول للجميع كل عام وأنتم بخير.

2.     كيف يرى فضيلة العلامة محمد سيد طنطاوي مسألة الفتوى في عالمنا الإسلامي اليوم؟

أعتبر من وجهة نظري أن الفتوى أمانة، وبالتالي يجب على المفتي إذا أفتى في أمر أن يكون متأكدا من سلامة ما يقوله ومن صحة ما يفتي به؛ لأنه لو أفتى فتوى فيها خطأ هو الذي يتحمل هذه المسؤولية، وشريعة الإسلام تأمر أتباعها  بأن يقولوا القول الطيب، وإذا أفتوا عليهم أن يقدموا الفتوى الصحيحة التي دليلها القرآن الكريم، ومن السنة النبوية المطهرة من أقوال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبذلك تكون الفتوى صوابا، أو قريبة على الأقل من الصواب. ومن اجتهد فأخطأ فله أجر ومن اجتهد فأصاب فله أجران.

3.    هل ترون أن القنوات الفضائية الدينية، ساهمت في بناء المجتمع المسلم، أم أنها اقتصرت على الدور التقليدي المعروف للإعلام؟

تمثل القنوات الفضائية تقدما علميا لا نستطيع أن نمنعه، خاصة إذا تم استغلال هذا التقدم العلمي في الخير، وفي تفسير القرآن الكريم، وفي بيان ما اشتملت عليه السنة النبوية المطهرة من أحكام وفي بيان ما يتعلق بالأحكام الفقهية؛ إذا استعملت القنوات الفضائية في كل ما أباحته، وما أحلتّه شريعة الإسلام يكون لوجودها خيرا كبيرا؛ لأنه عن طريقها الخطباء يتعلمون خصوصا الذين هم في أول الطريق وعن طريقها، وأيضا، عن طريقها، تأتي الثقافة الإسلامية للشعب، وعن طريقها أخيرا، تُعرَف الأحكام الشرعية الصحيحة، كما يتم عبر هذه الفضائيات المسؤولة تمرير وجه الإسلام المشرق: أي دين الإسلام الذي أعطى كل إنسان حقه، وأعتقد أنه إذا اتجهت القنوات الفضائية نحو هذا الجانب: أي جانب بيان الوجه الحسن لشريعة الإسلام، فإنها بذلك، تكون قد أدت خدمة جليلة للأمة.

4.    ما هو دور العلماء في تحقيق الإصلاح الشامل في مجتمع المسلم في الوقت الراهن؟

من المعلوم أن العلماء يتحدثون في الخطاب الديني، والخطاب الديني هو أشرف خطاب؛ لأنه خطاب الله سبحانه وتعالى إلى عباده، وهم الذين ينطقون بهذا الخطاب، وبالتالي عليهم أن يجتهدوا وأن يحفظوا القرآن الكريم وعليهم أن يكثروا من قراءة السنة النبوية المطهرة، وعليهم أن يقرؤوا التاريخ؛ لأن التاريخ حمال بكثير من أوجه العلم والتاريخ كما يقول الشاعر:

ومن وعى التاريخ في ذهنه *** أضاف علما على علمه

فالعلماء إذا، ومن أجل أن يؤدوا واجبهم على الوجه الأكمل، عليهم أن يقرؤوا وأن يقرؤوا، وأن يقرؤوا وأن يحفظوا القرآن الكريم، وأن يحفظوا السنة النبوية المطهرة، وأن يعرفوا الأحكام الفقهية التي معرفتها من الأمور اللازمة والمفروضة. وفي الحديث الصحيح: “من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين”.

5.    ما هي المواصفات التي يمكن أن تكون في العالم المعاصر، حسب فضيلة شيخ الأزهر الشريف؟

المواصفات التي يجب أن تكون في العالم كثيرة من أهمها أن يكون صادقا فيما يقوله، وأن يكون هذا الصدق من طبيعته؛ لأن القرآن الكريم أمرنا بأن نكون من الصادقين، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: “يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين” [النوبة:120]، كما أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمرنا بالصدق في الأقوال وفي الأفعال، ويكفي قوله -صلى الله عليه وسلم-: :”عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الخير ويهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا”، كما أن الصدق صفة من صفات الله -عز وجل- وصفة من صفات الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام؛ وصدق سبحانه وتعالى إذ يقول: “ولما رءا المومنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما” [الاحزاب :22].

وهم مطالبون أيضا بأن يكونوا من أصحاب الأيدي النظيفة ومن أصحاب الألسنة النظيفة وأن يتحلوا بالعفاف وإلى جانب كل ذلك تكون مهمتهم الكبرى: القراءة ثم القراءة ثم القراءة والاطلاع، ولاسيما ما يتعلق بحفظ القرآن الكريم وبدراسة السنة النبوية المطهرة.

وإذا اجتمع الصدق والعفاف اجتمع معهم العلم النافع اجتمع العلم من كل جوانبه.

6.    كلمة أخيرة لقراء جريدة ميثاق الرابطة..

الكلمة التي أوجهها للقراء الكرام أن يقرءوا ما ينفعهم ويقرءوا ما يعود عليهم بالخير، ولا شك أن حفظ القرآن الكريم على رأس الفضائل التي يجب أن يتحلى بها العلماء.

 

حاورته الأستاذة عزيزة بزامي
رئيسة تحرير جريدة ميثاق الرابطة

التعليقات

  1. رقية أيت الدوش

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
    نسأل الله الكريم المنان أن يتغمد فقيد الأمة فضيلة العالم الإمام سيد طنطاوي بواسع الرحمة والمغفرة والرضوان، ويلهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
    وإنا لله وإنا إليه راجعون.
    وجزى الله فضيلة الأستاذة عزيزة بزامي على جهودها المباركة، وحرصها على مثل هذه الحوارات القيمة والمهمة مع علماء الأمة الأفذاذ.

  2. أمجوض عبد الكريم البعمراني

    من جديد تسقط منارة أخرى من منارات العلم في العالم الإسلامي، فبعد الأستاذ فريد الأنصاري والأستاذ عبد الهادي بوطالب والأستاذ ألحيان، الذين يعتبرون أعلام المملكة المغربية الشريفة وساهموا في بناء صرح العلم الشرعي في العالم الإسلامي هاهو الشيخ محمد طنطاوي يلتحق بالرفيق الأعلى.
    ألهم الله الأمة الإسلامية الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.

  3. حسن المباركي

    رحمه الله تعالى وأدخله فسيح جناته؛
    تأملوا الوصية الغالية؛
    القراءة والصدق والعفاف..
    إنها كلمات من ذهب والله..
    أما مواقفه الفقهية والسياسية، فهذه أمور ربانية، غيبية…
    إنا لله وإنا إليه راجعون..

  4. د. محمد معاذ الديوري

    رحمك الله يا دكتور طنطاوي
    فكم كانت فتاواك تفتح على النفوس أبوابا من السماحة والتسهيل وتراعي المقاصد التي راعاها الشارع الحكيم لتحقيق مصالح العباد جلبا.
    ولقد صدقت – تغمدك رب السماوات العلى برحمته الواسعة – في وصيتك لطلبة العلم بحفظ القرآن الكريم، لأنه يحمل سر الأسرار التي هي مفاتيح الوجود، وكذلك السنة النبوية الصحيحة.
    إن حفظ القرآن الكريم – أيها الأحبة – يجمع بين حفظ الصدر لاستحضاره عند الاستدلال عند طالب العلم، وحفظ الأثر ليظهر أثره على طالب العلم في حياته الخاصة، وحفظ القلب حتى يصير طالب العلم قرآنا، لا يقوم إلا قرآنا ولا يمشي إلا قرآنا ولا يتكلم إلا قرآنا ولا يجلس إلا قرآنا …
    وهذا ما وصل إلى حقيقته العارفون ودرج عليه السالكون؛
    وهذا ما جعله سيدي فريد الأنصاري رضي الله تعالى عنه هدفا في مجالس القرآن وأوصى به سيدي محمد سيد طنطاوي أكرم الله مثواه طلبة العلم؛
    فاللهم اجعلنا على أثر من سلفنا من أعلامنا من أهل المعرفة والتيسير يا لطيف يا خبير.

  5. محمد

    هنيئا لجريدة الميثاق ومن خلالها موقع الرابطة على هذه المقابلة الموجزة في وقتها، المستفيضة في معانيها.
    رحم الله الشيخ طنطاوي.

  6. علا رامياء أبو إسعاف

    نشكر هذا المنبر على هذه الالتفاتة الكريمة؛
    وعلى هذا الحوار البناء مع صرح العلماء المرحوم محمد سيد الطنطاوي.
    وجزاكم الله خيرا.

أرسل تعليق