Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

٪ تعليقات

مفهوم التمكين في القرآن الكريم

التمكين تفعيل من المكان، وهو إقرار الشيء وتثبيته في مكان، وهو يأتي في القرآن الكريم بصيغة الفعل المسند إلى الله عز وجل، فهو وحده من يمكِّن الإنسانَ لما يشاء، ومن يمكِّن للإنسانِ ما يشاء. والناظر في موارد هذا اللفظ، يميز بين صيغتين له: صيغة التمكين في الشيء، وصيغة تمكين الشيء.

الأولى خاصة بالتمكين في الأرض.

والثانية عامة تشمل تمكين الدين والقوة والسلطة والمال، كما في قوله عز وجل: “اِِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْاََرْضِ وَءاتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً ” [سورة الكهف، الآية: 82] ، وقوله: ” أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الاَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَاراً وَجَعَلْنَا الاَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً اخَرِينَ” [سورة الانعام، الآية: 6].

وهذا يعني أن التمكين للإنسان يتم عبر مستويين:

الأول: حسي مادي يتم فيه تمكين الإنسان من التصرف في الأرض، وإقداره على جعلها موطنا له ومستقرا لمعاشه، ولذلك جاء ذكر “المعايش” مع التمكين في الأرض: “وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ” [سورة الأعراف، الآية: 8]، أي ما يضمن الاستمرار في الحياة من طعام وشراب ولباس ونحوه. ويدخل في هذا المستوى تمكين المال والقوة والأولاد، وهو ما أشار إليه قوله تعالى: “وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ” [سورة الأحقاف، الآية: 24].

والثاني معنوي، يتم فيه تمكين الدين والأمن للإنسان: “وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْاَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الذِي اِرْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً” [سورة النور، الآية:52]، وهذا مستوى من التمكين يحوز بموجبه الإنسان على أهم الأسس الداعمة للحياة الكريمة، وهي الدين بكل القيم الروحية والخلقية والاجتماعية التي ينطوي عليها، والأمن الذي يضمن له ممارسة سائر حقوقه الطبيعية.

وبوجود هذين المستويين من التمكين، يرتبط المادي بالروحي في حياة الإنسان، ولا يصبح عمار الأرض وصلاحها مقتصرا على ضمان الرفاه المادي وتحصيل مستوى العيش الرغيد، بل أيضا، ضمان الأمن النفسي والروحي.

التعليقات

  1. شريف سيد

    التمكين له شروط من أهمها:
    1. الإيمان بالله وتصديق هذا الإيمان بالعمل الصالح؛
    2. تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى؛ لأنها من أهم خصوصياته سبحانه؛
    3. محاربة أهل الشرك والفساد ومن انتشار الفساد والظلم بشتي السبل المتاحة؛
    4. إعداد القوة بكل أشكالها الحسية والمعنوية لمحاربة المفسدين والأخذ على أيديهم..

  2. عدنان ماشي والي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الأستاذة دة. فريده زمرد المحترمة

    تحية طيبة مباركة
    اطلعت على مقالتك القيمة ولدي بعض الملاحظات على أرقام السور التي وردت فيها الآيات الواردة بمقالتك وكالاتي:

    1ـ سورة الكهف الاية 84 وليس 82 كما ورد في المقالة
    2ـ سورة الاعراف الاية 10 وليس 8 كماورد في المقالة
    3ـ سورة الاحقاف الاية 26 وليس 24 كما ورد في المقالة
    4ـ سورة النور الاية 55 وليس 52 كما ورد في المقالة
    أحببت التنويه لذلك مع وافر احترامي وتقديري

  3. مصطفى الحسن

    ومن مقاصد التمكين في الأرض واستمرارية التمكين بالخير والخيرية – بمفهوميهما الشمولي العمودي والأفقي- .

    – هو قوله تعالى:

    (( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ …)).

    ولكم جزيل الشكر على هذا الموضوع المهم جدا.

    مصطفى الحسن بن محمد تارودانت.

أرسل تعليق