Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

من الشعر الديني (2/2)

      سئل علي بن أبي طالب عن التقوى؟ فقال: “هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل”.

      وقال عمر بن عبد العزيز: التقوى، ترك ما حرم الله، وأداء ما افترض الله، فما رزق الله بعد ذلك فهو خير إلى خير.

      ويقول سابق البربري وهو يحض على العلم والعمل، ويوصي بالذكر الذي هو حياة القلوب:

          والذكـــر فيـــه حيـــاة القلــوب كمــــــا          يُحيـــي البـــلاد إذا مــــاتت المطـــــر

          والعلم يجلــو العمى عن قلب صاحبه          كمــــــا يجلــــي سواد الظلام القمــر

      ثم يذكر في أعقاب هذه القصيدة الموت، قاصم الظهور، وهادم اللذات:

          والموت جسر لمن يمشـي علـى قــدم          إلــى الأمـــور التـي تخشــى وتنتـظـــر

          فهــــم يـجــرون أفـواجــــــا وتجمعهــــــم          دار يصيـــر إليـهــــا البـــــدو والحـضـــــــر

          من كـــان فـــي معقـل للحرز أسلـــمــه          لو كــــان فــي خمــر لـم ينجـــه الخمــر

          كــم من جمــوع أشت الدهــر شملهــم          وكـــل شمـــل جميـــع ســـوف ينتشــر

          وكــم من أصيــد سامـي الطرف معتصب          بـالتــــــاج نيــرانـــــه للحـــرب تستعــــر

          يظــــل مفتــرش الديبــــــاج محتجـبــــــا          عليــــه تبنـــى قبـــاب المـلك والحجـــر

          قـد غــــادرته المنايــــــا وهـــو مستلــب          مـجــــد تــــرب الخـديــــــن منــعـفـــــــر

          أبـعــــد آدم ترجــــون البـقـــــــاء وهــــــل          تبقـــــى فـــروع لأصــــل حيــــن ينقعر؟

          إلـــى الفنـــــاء وإن طالـــت سلامتـهـــم          مصيــــر كــــل ابــن أنثـــى وإن كثـــــروا

      فالموت باب وكل الناس داخله، أو هو جسر، لابد لكل إنسان أن يعبره، قال الله تعالى في كتابه الحكيم: “قل اِن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون” [سورة الجمعة، الآية: 8].

      ويروى عن عمر بن عبد العزيز، أنه كان يجمع كل ليلة الفقهاء، فيتذاكرون الموت، والقيامة، والآخرة، ثم يبكون حتى كأن بين أيديهم جنازة!

      ويذكر أنه دخل عليه أحد الفقهاء -ولعله صاحبنا أبو سعيد البربري- فقال له عظني، فقال: لست أول خليفة تموت، قال زدني، قال: ليس من آبائك أحد حتى آدم إلا ذاق الموت، وقد جاءت نوبتك يا عمر، فبكى عمر لذلك.

ذ. سعيد أعراب

جريدة الميثاق، العدد 94، فاتح جمادى الثانية 1389هـ الموافق 15 غشت 1969م، السنة السابعة.

أرسل تعليق