Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

مكانة المرأة في الإسلام

      اليوم إن شاء الله في موضوعنا هذا سأحاول قدر المستطاع أن أبين أن الإسلام منح المرأة كل خير، ولم يأب عليها سوى ما دفعتها إليه هذه المدنية الكاذبة المعاصرة، التي جعلت من المرأة الغربية إذا ما خلت إلى ضميرها الإنساني، تبكي دما على الكرامة المفقودة والعرض المبتذل والسعادة الضائعة، الإسلام الذي جاء في ظروف مشحونة بالتحامل على المرأة من المجتمع الجاهلي، هذا الإسلام العظيم الذي أبطل جميع الأساليب المجحفة في حق المرأة، ورفعها إلى مكانة عالية لم تصل إليها آخر التطورات المدنية في عصرنا الحاضر.

      وكما لا يخفى على كل ذي لب أن الإسلام الذي جاء بنظام صالح فاضل، ملائم لكل العصور والأجيال، وتشريعات عادلة رصينة ترسم لكل فرد في المجتمع ذكرا كان أم أنثى ما له من حقوق، وما عليه من واجبات، هذا الإسلام الذي أعاد المرأة إلى وضعها الطبيعي، فبدل إذلالها عزا واحتقارها نعمة، وأظهر أن المرأة إنسان محترم مكرم يشارك الرجل في حركة الحياة، وتقوم بدورها الفاعل إلى جانبه.

      إذا فكلا من المرأة والرجل يصنع الحياة، ومنهما تتفرع الأسرة، ويأتي البنون والبنات والحفدة حيث يقول الله تعالى: “والله جعل لكم من اَنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة” [سورة النحل، الآية: 72].

      إن المرأة التي قالوا عنها قديما وحديثا خارج إطار الإسلام، إنها البحر المسجور الذي أغرق أترابا وخلانا، وقالوا عنها إنها السراب الذي لا يروي الظمآن، وقالوا عن المرأة إنها الشيطان الذي أخرج الناسك من محرابه، وحللت في عينيه كل محرم والفتنة الكبرى، والمتمردة التي تحاول الهروب من بيت الطاعة، والحية الرقطاء الفاتنة اللعوب، المرأة التي اعتبرها ذكور القبيلة في الجاهلية العار في الليل والذل في النهار، ونعتوها بأمكر الألقاب إنها حواء، المرأة التي يختلف وضعها من بلد إلى بلد، ومن قطر إلى قطر، ومن مجتمع إلى مجتمع، لكنها في مجتمع الإسلام الذي تصان فيه الحقوق وتحفظ الكرامة، تمارس حياتها المهنية بدقة وحيوية إلى جانب الرجل.

      والإسلام ساير طموحات المرأة فتخرجت من الجامعة وأصبحت إطارا في مؤسسات دولة الإسلام، طبيبة أو مهندسة أو محامية أو تاجرة أو تتفرغ لأمومتها لتربية الأجيال.

      وها هي اليوم في ظل الإسلام وكنفه، يدفع بها طموحها إلى ارتياد جميع المؤسسات الاجتماعية، وممارسة مختلف الأنشطة الخلاقة، حتى تلك التي كانت حكرا على الرجال، فهي اليوم قاضية، مقاولة، ربانة طائرة وأستاذة مبدعة، وصار بها هذا الطموح إلى خلق مؤسسات اقتصادية مهمة، تساهم بقدر وافر في ازدهار الحركة الاقتصادية، حتى رأينا نساء الأعمال تترأس المجالس تخطط وتبرمج بنجاح وذكاء يبهر العقول، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: “النساء شقائق الرجال” [رواه النسائي]، والقرآن الكريم يقول: “ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف” [سورة البقرة، الآية: 226].

      ولا نستغرب اليوم من كفاءة المرأة وقدرتها الفائقة في منافسة الرجال؛ لأن أوائل المسلمات شاركن في جميع مرافق الحياة، فأقمن حلقات دراسية، وفتحن أبواب منازلهن للعلم، ولعبن أدوارا بارزة في الحياة السياسية، وشاركت المرأة المسلمة في بداية الإسلام في عمليات نطلق عليها الآن بلغة العصر: العمليات الانتخابية.

      والإسلام هو الدين السماوي من رب العالمين الذي احتفظ للمرأة باستقلالها الشخصي، إذ جعل اسمها بعد الزواج لا يتغير باسم زوجها.. والقرآن الكريم في كثير من الآيات يحث على ضرورة التعامل بالعدل بين المرأة والرجل، والرفق بها والاحترام التام لها واستقلال شخصيتها، والإسلام اعترف بحقوق المرأة المسلمة، هذه الحقوق التي لم تصل إلى حد الساعة إليها أحدث القوانين في أرقى الأمم الديمقراطية في عصرنا الحاضر.

      والإسلام هو الدين الوحيد الذي يقول لا حياة على وجه الأرض ما دامت المرأة محرومة من حقوقها، وممنوعة من أداء واجباتها، والإسلام حض على إكرام الوالدين كليهما، لكنه قدم الأم تارة وخصها بالذِكر طورا، جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: “يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك ثلاثا والسؤال يتكرر والإجابة من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمك في الرابعة قال أبوك” [رواه أصحاب السنن]، وإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “دعوة الوالدة أسرع إجابة.. قيل: يا رسول الله ولم ذلك؟ قال: هي أرحم من الأب، ودعوة الرحم لا تسقط” [رواه مسلم].

      والإسلام كما وصى بالبنت والأخت، والزوجة والأم، لم يهمل الخالة، جاء رجل إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “يا رسول الله إني أذنبت ذنبا عظيما فهل لي من توبة؟ فقال له: هل لك أُم؟ قال: لا. قال: فهل لك من خالة؟ قال: نعم. قال له: أحسن إليها” [رواه الشيخان].

      والإسلام هو الدين الوحيد الذي لم يهمل دورا من الأدوار التي تمر فيه المرأة إلا أمر ببرها والرأفة بها، والإصلاح في شؤون صحبتها ومعاملتها، فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بحسن معاملة الزوجات بقوله الكريم: “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي” [رواه أصحاب السنن على شرط مسلم]، ولا يتبادر إلى الأذهان أن الإسلام يقر بضرب المرأة، فلا يضرب إلا المختل والمجنون، أما المؤمن فلا يمكنه أن يضرب زوجته، وخير البشرية صلى الله عليه وسلم لم يضرب أمة من الصغار ولا من الكبار، حدث أن أغضبته جارية صغيرة مرة فكان غاية ما أدبها به، أن هز في وجهها سواكا، فقال لها لولا أني أخاف الله لأوجعتك بهذا السواك [رواه البخاري ومسلم].

      والمرأة في نظر الإسلام قلب المجتمع النابض الذي يمده بالحياة، وهي في الأسرة المسلمة الشعور بالأمان والحنان الدافئ الذي يضمن استقرار الأسرة، وتأمين حاجياتها قال الله جل جلاله: “ومن اَياته أن خلق لكم من اَنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة اِن في ذلك لاَيات لقوم يتفكرون” [سورة الروم، الآية: 20].

      والله الهادي إلى الصواب.

أرسل تعليق