Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

السماحة في مجتمع الإسلام

      عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى”.

      ما أعظم رسالة الإسلام، وما أنبل تعاليمه التي جاءت ميسرة تحث على الرفق واللين، وتنهى عن القسوة والغلظة. تلك الرسالة الخالدة التي جاءت لتخاطب الإنسانية جمعاء، ولتثبت للبشرية كافة أن الدين يسر وسماحة وتساهل في المعاملة بين أفراد المجتمع المسلم، فالتوجيه النبوي يوجه إلى خلق كريم وسلوك عظيم، متمثل في السماحة التي تقوم على مبدأ التساهل في المعاملة بين الناس، لما في ذلك من تأليف القلوب وبناء لجسور المحبة بين النفوس، ولما للسماحة في المعاملة من آثار طيبة ونتائج حسنة في حياة الفرد وبناء المجتمع، بما تشيعه من طمأنينة وثقة بين الناس تؤدي بدورها إلى قيام مجتمع مسلم مثالي.

      وإذا أردنا تحديد معنى السماحة؛ فإننا نجدها تشمل أربعة أشياء لا غنى للفرد عنها في حياته اليومية هي: البيع والشراء والاقتضاء والقضاء، والرسول صلى الله عليه وسلم، في دعوته إلى التساهل في المعاملات، فإنما يهدف من وراء ذلك إلى ترسيخ تربية الإسلام في النفوس، فالسماحة مع المشتري تكون بجميل العبارة وصادق القول، دونما فظاظة أو خداع أو مراوغة أو غش، والسماحة في الاقتضاء؛ تعني الرفق واللين واللطف عند طلب المسلم لحق من الآخرين ومراعاته لحالة الدين وظروفه، فلا يشق عليه بسرعة القضاء، ولا يضطره إلى أمر يكرهه في سبيل سداده لدينه، وألا يطالبه بحقه على مشهد من الناس ومسمع منهم.

      وتبرز السماحة في هذه الحال، حينما يؤجل صاحب الحق أو الدين طلبه لدينه بعض الوقت، أو يؤخره من وقت الشدة والعسر إلى وقت الرخاء واليسر، أو حينما يتصدق عليه ببعض حقه أو كله عندما يكون محتاجا إلى ذلك. قال الله تعالى في كتابه العزيز: “وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون” [سورة البقرة، الآية: 280].

      أما السماحة في القضاء، فيقصد بها الرسول صلى الله عليه وسلم وفاء المسلم بما عليه من حق، أو دين على أكمل وجه، وفي أسرع وقت، لما في ذلك من أمانة وصدق في القول والعمل وبعد عن المماطلة والتأخير في قضاء الديون وأداء الحقوق.

      روى أبو هريرة رضي الله، عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه فأغلظ، فهم به أصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دعوه فإن لصاحب الحق مقالا”.

      إن حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على التحلي والتمسك بهذه الخصال لما فيها من كريم الأخلاق، وجميل المعاملة، وحفظ الحقوق وعدم ضياعها.

 الخميس 25 ذو الحجة 1418هـ، الموافق 23 أبريل 1998 م العدد 822، السنة الثلاثون.

أرسل تعليق