Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

الأسوة آلية فعالة من آليات التخليق.. (6)

 الأسس المهمة من أسس علم التأسي وآكدها

  • أن يعلَم المتأسّي حيثياث السياق الزماني والعمراني الذي يوجد فيه، وحيثيات سياق المتأسى به صلى الله عليه وسلم الزمانية والعمرانية والبيداغوجية[1]؛
  • أن يعلَم المتأسي الفروق الأنتروبولوجية والثقافية والعُرفية وغيرها بين السياقين حتى إذا ساءل في أي مجال من المجالات، استدمج هذه الفروق ليكون التنـزيل سليما، ولا يخفى ما يقتضيه هذا من جهد بحثي ممنهج؛
  • أن يستدمج المتأسي العلم بالمقاصد العامة للنبوة، رحمتها وجمالها وشرائعها حتى لا يفرط في الأصول لحساب الفروع أو يقدم ما من شأنه أن يؤخَّر أو العكس… وهذا داخل ضمن فقه الموازنات والترجيحات. وقد قام علماء الأمة جزاهم الله خيرا بجهود وضيئة في هذه المضامير؛
  • أن يستحضر المتأسي وجوب النظر في المآلات، واعتبارها حتى لا يكون جالبا لمفاسد على نفسه ومحيطه من حيث يريد جلب المصالح، وكثيرا ما يحصل ذلك إذا أغفل البعد المستقبلي في التنـزيل؛
  • كما أن من آكد الشروط أيضا وجوب المقاربة التكاملية التي لا تهمل جانبا من الجوانب أو تطغيه، بل تحرص على حضورها ومراعاتها جميعا بشكل مقدّر متوازن..

وبدون مراعاة هذه الشروط فإنه لا يمكن تفعيل وظيفة ودور الشهادة كما جاءت في مثل قوله تعالى: “وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا” [البقرة، 142].

يتبع في العدد المقبل..

————————————————-

1. لأنه صلى الله عليه وسلم جاء معلما للناس “كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ ءَايَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ” [البقرة، 150]. فوجب أن يؤخذ هذا الجانب التعليمي أيضا بعين الاعتبار حين التأسي.

أرسل تعليق