Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

حتى نكون في الموعد!

      بات من المسلّم به اليوم أن شبيبتنا منغرسة تمام الانغراس في الوسائل الحديثة لإنتاج ونشر وتلقّي المعرفة، كما أضحى جليا أن التربية والتكوين في سياقنا المعاصر لا يمكن الاضطلاع بهما في منأى عن الوسائل الرقمية والإلكترونية الحديثة. غير أن لهذا جملة من المقتضيات؛

      أولها: أن المتلقين للمعرفة بهذا الصنف من الوسائل لا يمكن التعامل معهم تربويا، كما لو كانوا ركّاب قطار تُعرف محطة انطلاقه ومحطة وصوله، وكذا المحطات الفاصلة بينهما، وإنما وجب التعامل معهم كما لو كانوا رواد فضاء، يلزم تأهيلهم لريادته وتزويدهم بكل الكفاءات والمهارات التي تمكّنهم من إنجاز مهامهم بنجاعة ونجاح، فتلقي المعارف من “النت” أشبه بالتبضع من قارة سوبرماركتية يتعرض فيها للتيه كل متبضع غير مزوّد بالخرائط الدقيقة، والمقاصد الواضحة، والضبط الزمني المقدور، والإرادة القوية، فكم من ذئب معرفي وأخلاقي وتصوري يتربص الدوائر من الضفة الأخرى للشاشة، وكم من ثقب معرفي أسود يفغر هناك فاه لالتقام الطاقات والأعمار والمقدرات؛

      ثانيها: ضرورة المرافقة التكوينية والديداكتيكية والتواصلية للمؤطرين والفاعلين التربويين بمختلف مواقعهم، لتمكينهم من مواكبة المتلقين، والاستجابة الإيجابية للتنافسية العالية الموجودة على “النت” بهذا الصدد؛

      ثالثها: إعادة صياغة المناهج والبرامج التربوية بحيث يستدمج فيها هذا البعد السيبرنيطيقي ولا يبقى مركز الثقل في الوثائق المكتوبة وإنما يتنقل إلى الوثائق الرقمية؛

      رابعها: الإعداد اللوجستيكي المتدرج، للتعميم الممنهج للتعليم الإلكتروني في مجموع مدارسنا ومعاهدنا، مع تحديد سقف زمني معقول لذلك؛

      خامسها: أن يواكب كل ذلك بالإجراءات التقويمية الممكّنة من قياس نجاعة هذا التعليم ومن إدخال التعديلات والاستدراكات اللازمة لتحسينه.

      مما سوف يستلزم لاشك، مراجعة أنساقنا المدرسية، التشريعية والتنظيمية واللوجستيكية، حتى نتمكن من الاستجابة المتزنة والواقعية، المتدرجة والمنهاجية، لهذا التحدي الكبير.

الأمين العام

للرابطة المحمدية للعلماء

أرسل تعليق