Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

ابن القطان – المشيخة (13)

أبو الحسن بن مؤمن
علي بن عتيق بن أحمد بن عبد الله بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن مؤمن الأنصاري الخزرجي القرطبي ثم الفاسي

      القسم الثاني

      مصنفاته:

      هذا هو الجزء الثاني عشر من هذه المقالات عن ابن القطان، وهو تتميم لما سبق من الكلام عن أبي الحسن بن مؤمن أحد مشيخة ابن القطان. وهو صلة لما سبق من ترجمة ابن مومن خصوصا، تتميم لما أنا بصدده من الكلام عن مشيخة ابن القطان عموما؛ وتلك سلسلة أعرض فيها من وقفت له منهم على رواية جملة من دواوين العلم، أو ذُكر له شيء من التآليف فيه؛ ومن جملة أغراضي من ذلك: استعمالُه بعد الفراغ من جمعه في مناقشة كلام قيل عن ابن القطان، من كونه أخذ الحديث مطالعة. ولست ألتزم هنا بنسق معين في عرض هذه المشيخة، وإنما أجلب منهم من آنَسُ من نفسي أني استفرغت وسعا في جمع مادة ترجمته.

      وكنت في المقال السابق أوردت شيئا من ترجمة ابن مومن، وأنا مورد هنا ما وقفت عليه من مروياته، وكتبه المصنفة في ضروب العلم.

      لابن مؤمن مصنفات ومنظومات، نَصّ عليها مجملة المنتوري وذكر أنها من جملة مروياته[1]، ونَصّ ابن الآبار على موضوعات بعضها فقال: “له تواليف في الطب والأصول والأدب[2]، ومما وقفت عليه من ذلك منصوصا على عنوانه:

      برنامج شيوخه الكبير وعنوانه “بغية الراغب ومنية الطالب” أثنى عليه ابن عبد الملك كثيرا ووصفه وصفاً بديعا، وهو من مصادره في كتابه الذيل والتكملة وقال عنه: “هو برنامج حفيل أودعه فوائد كثيرة كاد يخرج بها عن حدِّ الفهارس إلى كتب الأمالي المفيدة، وقفت على نسخةٍ منه بخطه في ثمانية عشر جزءاً أكثرها من نحو أربعين ورقة، واقتضبه في ثمانيةِ أجزاء من تلك النسبة وقفت عليه أيضاً بخطه؛ ورأيت نسخة أخرى من الأصل في سفرين كبيرين ويكون هذا البرنامج في حجم “جامع الترمذي” أو أشف، وعرف فيه أحوال رجاله الذين روى عنهم وذكر أخبارهم ومناقبهم ومراتبهم في العلم وسيرهم وأخلاقهم وأسند عن جمهورهم أحاديث وحكايات وأناشيد وأدعية وطرفاً مستطرفة، فجاء كثير الإمتاع منوع الفنون والأغراض وصدره بطرف صالح من بيان فضل العلم وصناعة الحديث وطرق الرواية وكيفية الضبط، إلى غير ذلك من آداب علمية وفوائد حديثية نافعة”[3].

      في كتاب ابن عبد الملك نقول عن هذا البرنامج يظهر أن منها هذا النص: “قال أبو الحسن بن مؤمن: لما اجتمعت بالحافظ أبي الطاهر السلفي ودخلت إليه في منزله أكرمني وأبدى لي مبرة وإقبالاً وأثنى على أهل الأندلس خيراً ثم سألني عن حوائجي، فذكرت له مقاصدي وأن جل قصدي بتلك البلاد لقياه والأخذ عنه، فأنعم بذلك ووعدني بكل خير؛ ثم أنشدته أبياتا كنت رويتها وأنا بالبحر في مدحه وهي هذه:

          ظمـئتُ فهلْ لي في مواردكـمْ ريُّ

          وهل ليَ في أكنــافِ عزكمُ فيُّ

          وقد طُفْتُ في الآفاقِ علِّيَ أَنْ أَرى

          بهــا أَحداً والحيُّ ما إِنْ به حَيُّ

          قصدتُ إليكْم من بلادٍ بعيدةٍ

          وأَنْصَبَ جسمي للسُّرى نحوكمْ طيُّ

          لعلك تجلو عَنْ فؤادي صَداءَهُ

          فقد مَدَّ أطناباً به الجهلُ والعِيّ

          وَتُقبْسِني كفَّاك مِنْ شَرْعِ أحمدٍ

          كواكبَ أبدتها خُراسانُ والرَيّ

          وَحَاشاكمُ مِنْ أَنْ يضيعَ لديكمُ

          رجائيَ أو يُخْشَى على حاجتي لَيُّ

          أبا طاهرٍ أَحرَزْتَ دينَ مُحمَّدٍ

          وناهيكَ فخراً لا يُماثِلُهُ شَي

          فأوضحتَ من علمِ الحديث معالماً

          وَبَيّنْتَ موقوفاً وما هو مَرْوي

          وعلَّـمْـتَـنـا نَقْدَ الرجالِ وَمَيْـزَهمْ

          وَمَنْ كانَ ذا جَرْحٍ ومَنْ هو مَرْضيّ

          ومنْ أَجل حِفْظِ الدين سُمِّيتَ حافظاً

          فلا زلتَ محفوظاً وقدرُكَ مرعي

          ودمتَ قريرَ العينِ في ظلِّ نعمةٍ

          فخارُكَ منشورٌ ومجدُكَ مبني

      في أبيات سقطت من حفظي، فزاد من إكرامي وبري؛ لأنه كان كثير الاهتزاز للشعر”[4].

      كما يظهر أيضا أن محتوياته ترجمةُ موسى بن نام البهراني التي نقلها ابن الأبار عن الآخذ عنه أبي الحسن بن مومن[5].

      وبرنامج هذا من مرويات المنتوري قال: “قرأت حظا وافرا منه على الرواية أبي زكريا يحيى بن أحمد بن السَّرَّاج”[6]:

      1.  مختصر البرنامج المذكور. تقدم نقل ما قاله عنه  عن ابن عبد الملك؛

      2.  برنامج  صغير الظاهر أنه مقتضب من المذكور أعلاه وقد نقل ابن الأبار عنه قوله عن شيوخه: “ذكرتهم في فهارس لي ثلاث كبرى ووسطى وصغرى”[7]؛

      3.  منظومة في العقيدة: قال ابن عبد الملك: “نظم في العقائد (قصيدة جامعة) كبيرة وقفتُ عليها وفيها بخطه إلحاقُ بيوتٍ كثيرة وتصحيحٌ، ورأيتها أيضاً منسوبة إلى غيره فالله أعلم”[8].

      وللكلام على هذه الترجمة بقية أرجئها إلى المقال اللاحق إن شاء الله

يُتبع …

————————————————

  1.  فهرسة المنتوري، 329.

  2.  التكملة، 3/222.

  3.  الذيل والتكملة، س5/ق1/260.

  4.  الذيل والتكملة، س5/ق1/262.

  5.  التكملة لكتاب الصلة، 2/178.

  6.  فهرسة  المنتوري، 208.

  7.  التكملة، 3/222.

  8.  الذيل والتكملة، س5/ق1/261.

أرسل تعليق