Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

المسيرة الخضراء مسيرة فتح

لا تعرف عظمة الأمم والشعوب إلا بالأمجاد التي يسجلها التاريخ بمداد من الفخر والعز والكرامة، ولا يتأتى للأمم العظيمة إثبات أمجادها التاريخية، إلا بالعطاء الكريم الذي تقدمه شعوبها والقادة العظماء الذين تنجبهم.

كما تقاس أمجاد الأمة بالأيام الخالدة التي يزخر بها تاريخها؛ لأن هذه الأيام ترمز في الحقيقة، إلى كفاح شعوبها لإثبات وجودها، وللمحافظة على حضارتها وتقاليدها وأصالتها، والدولة المغربية وعلى امتداد تاريخها الأصيل، وهب الله لها عرشا استمد أساسه وجذوره على يد الفاتح العظيم المولى إدريس الأكبر الذي جهر بالدعوة المحمدية في ربوع المغرب، فاستجاب له المغاربة وبايعوه وعاهدوه على الحفاظ على الوحدة المغربية، والدفاع عن الأرض والوطن.

واليوم تعد الدولة المغربية في مصاف الدول العريقة، ولن يضرها شيء في ما مر عليها من محن في تاريخها الحديث عندما ابتليت بالاستعمار؛ لأن الفترة التي خضعت فيها سيادتها جزئيا للمستعمرين، لم تكن سوى برهة، كلمح البصر إذا ما قيست بتاريخها الحافل.

وبما أن عظمة الأمم تقاس بالأيام المجيدة في حياتها؛ فإن من يتصفح التاريخ المغربي يجد مثل هذه الأيام متعددة تعدد أمجادها، ويكفي أن نذكر بالأيام والذكريات التي نحييها كل سنة، والتي لم نختر منها إلا ما كان فاصلا في تاريخنا؛ لأن من يَرجع إلى هذا التاريخ قد يجعل أيامنا كلها مجدا وفخرا.

وتحل اليوم ذكرى عزيزة تحييها الأمة المغربية ملكا وحكومة وشعبا، لتضيفها إلى أمجاد التاريخ الزاهر وكل من يذكر المسيرة الخضراء، مسيرة فتح غراء، يذكر ذلك الدرس العظيم الحافل بالحكم والعبر الذي قدمه قائد مسيرة المغرب المظفرة لشعوب العالم وقادته. درس الجهاد السلمي الكبير، يوم دعا قائد الأمة وأمير المؤمنين جلالة الملك الحسن الثاني شعبه الوفي لمسيرة تحرير الوطن، واللقاء بإخواننا المغاربة في الصحراء، ودعا أمته إلى حمل كتاب الله العظيم، ونبذ العنف، ومعانقة السلام، والصلاة إلى الله.

ميثاق الرابطة، العدد: 798، الخميس 5 رجب 1418هـ، الموافق لـ 6 نونبر 1997م، السنة الثلاثون. 

الوسوم

أرسل تعليق