Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

في أهمية الخطاب ومسؤولية أهل الكلمة

   الأحاديث التي تروّج في ساحاتنا العامّة، عبر مختلف المنابر والقنوات، لها تأثير بالغ في تشكيل أحلام وآمال ومواقف أعضاء المجتمعات، فإذا كانت ثقافة اليأس والانسحاب والإدانة هي السائدة؛ فإن ذلك يكون مدعاة لانتشار السوداوية واليأس والسلبية بين الناس، وإذا كانت ثقافة الأمل والبناء والتفاؤل هي السائدة؛ فإن عزائم الناس تنشدّ والطاقات تحتشد، والإيجابية تستتبّ.

      إن الدور الرئيس للفاعلين في مجالات التواصل والإعلام والثقافة والفكر، هو إسعاف أهل مجتمعاتهم ومواكبتهم، في تمثل ما يحيط بهم من أحداث وقضايا ونوازل، وريادتهم عبر مسارب التحليل والتفكيك، لتشكيل آراء حولها، واستبانة معالم حلولها الواقعية والبناءة، وكذا مناهج تفعيلها وتنزيلها ثم تقويمها، واستشراف النظم والبنى والأنساق والتشريعات، وسلالم القيم، والتكوينات المتجاوزة للحال الذي فيه المعاناة، نحو المآل الذي تجسد فيه الطموحات، مما من شأنه أن يقطب الجهود، ويمكن من الإنجاز الفعال.

      إن الخطاب الذي يستدرج هذه العناصر، يكون له مفعول لامُّ مجمّع، كما يشكّل رافعة رئيسة لنقل المجتمعات من الحيرة والانتظارية، إلى التصميم والإنجازية، ولذلك كانت مسألة الخطاب محورية في كل النهضات.

      وهذا هو عين المشرب النبوي المبارك، فسنته صلى الله عليه وسلم كلها حافلة طافحة بالإيجابية وبث التفاؤل، وشد العزائم، وتقطيب الطاقات، حتى في أحلك اللحظات، ولا أدل على ذلك أنه عليه الصلاة والسلام يوم الأحزاب، لما أتاه قوم فأخبروه أنهم وجدوا صفاة لم يستطيعوا أن ينقبوها، فقام صلى الله عليه وسلم بمعونة أصحابه رضي الله عنهم فأخذ المعول فضرب الصفاة، فإذا به صلى الله عليه وسلم يقول الله أكبر، فتحت فارس، ثم يقول صلى الله عليه وسلم إثر ضربها المرّة الثانية، الله أكبر فتحت الروم، ناشرا عليه الصلاة والسلام بذلك الأمل بين أصحابه الكرام وهم في حالة حصار ليكون ذلك علامة هادية بهذا الصدد لما سوف يلي من الأجيال، مما يبرز بجلاء أهمية الخطاب البالغة ومسؤولية أهله العظيمة، ويستوجب من ثم، تفكيرا مستأنفا في أساسياته وإطاراته ومناهجه وتبعاته.

    والله الهادي إلى سواء السبيل.

المقال التالي

هذا آخر مقال

أرسل تعليق