Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

استقامة المؤمن – ماهي الإستقامة؟

      الاستقامة هي المحافظة على الطاعات الظاهرة والباطنة في جميع الأماكن والأوقات، وترك المخالفات الظاهرة والباطنة، والتقوى هي جزء من الاستقامة، فإذا حافظ الإنسان على التقوى وفعل الطاعات وترك المخالفات في جميع الأمكنة والأزمنة واستمر على هذا يقال له “مستقيم”.. وإذن فالتقوى ملازمة للاستقامة وهذا ما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاً من معاذ وأبي ذر رضي الله عنهما حيث قال لكل منهما: “اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن” [رواه الإمام أحمد].

      والأصل في الاستقامة استقامة القلب على التوحيد، فمتى استقام القلب على معرفة الله وعلى خشيته وإجلاله ومهابته ومحبته وإرادته ورجائه ودعائه والتوكل عليه والإعراض عما سواه استقامت الجوارح كلها على طاعته، واللسان هو أعظم ما يراعى في الاستقامة بعد استقامة القلب؛ لأن اللسان هو ترجمان القلب والمعبر عنه.

      وقد ورد في مسند الإمام أحمد عن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه”.

      جاء الصحابي سفيان بن عبد الله الثقفي يوما إلى النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه أن يقول له قولا جامعا شاملا لمعاني الإسلام لا يسأل عنه أحد غيره صلى الله عليه وسلم، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: “قل آمنت بالله ثم استقم”. والمقصود بالإيمان هنا في هذه النصيحة ليس مقولة باللسان فقط، بل قول باللسان، وتصديق بالجنان، وعمل بالأركان، ومعنى آمنت بالله أقررت بلساني واعتقدت بجناني وعملت بجوارحي وأركاني، فإذا قلت هذا وطبقته عمليا في حياتي فأنا مستقيم.

      والأحاديث الواردة الخاصة بالاستقامة مأخودة من قول الله سبحانه: “إِنَّ الَذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اَسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ” [فصلت، 29]، ومعنى: “إن الذين قالوا ربنا الله” كما جاء في مختصر تفسير ابن كثير للرفاعي أي أخلصوا العقيدة لوجه الله تعالى على ما شرع سبحانه وتعالى: “ثم استقاموا” ثم بقوا على ذلك حتى لقوا الله.

      وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في تفسير هذه الآية قال: “لم يروغوا روغان الثعلب..”، فالمستقيم يستحق عند الله إنعاما خاصا وكبيرا، صحبة الملائكة ومودتهم، وهم اللذين يقولون لأوليائهم المؤمنين: لا تخافوا لا تحزنوا، ابشروا بالجنة التي كنتم توعدون.

      أليست الاستقامة فضيلة عظيمة عند الله؟ ألا يجب التمسك بها لنكون في مصاف الملائكة المطهرين؟

جريدة ميثاق الرابطة، العدد 760، الخميس 15 شعبان، 1417هـ الموافق 26 دجنبر 1996 م، السنة التاسعة والعشرون.

أرسل تعليق