Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

ابن القطان – المشيخة (67)

الشريف ابن الصيقل

محمد بن عبد الله بن طاهر الحسيني (تـ 609هـ)

[القسم الخامس]

كنت قد سقت في المقالات الأربعة المنشورة سَلَفاً مَادَّةً كثيرة من ترجمة الشريف ابن الصيقل، فَعَرَضْت أولا: لمصادر ترجمته؛ ثم خَلُصتُ ثانيا إلى ما يعَرِّف به من: اسم، ونسب، ولقب؛ شافعاً ذلك بمشيختِه والآخذينَ عنه، ووظائِفِه؛ ثم انْتَقْلت إلى جلب ما وجدته من تحليات أهل العلم له؛ وقد انتهى بي الآن القول إلى عنصر هام من عناصر هذه الترجمة، وهو إِيرَادُ نتيجةِ البَحْثِ عن مرويات صاحبها من كتب العلم، ودواويين المعرفة.

ابن القطان – المشيخة (67)

مروياته

أبادر إلى القول: بأنني لم أقف على شيء منها منصوصا عليه، لكن ذِكْرَ الأئمة لابن الصيقل بكونه كان حافظا، إماما، معتنيا بالحديث، مُشيرٌ إلى تَوَسُّعٍ في الرواية، كما أن مشايخَه المنصوصَ على أساميهم في ترجمته، كانوا من ذوي التأليف، وقد جرت العادة في مثل هذا أن يَرْوِيَ الطالبُ عن شيخه مصنفاتِه بوجهٍ من وجوه الرواية، أو يَتَقَصَّدَ بذلك على الأقل ذوي المرويات الجامعةِ بين نُدْرَةٍ وَعُلُوٍ.

 فمن شيوخه المصنفين:

1. ابن الرمامة ذكر ابن الأبار من تآليفه: “تسهيل الَمطْلَب في تحصيل المذهب“، و”التفَصِّي عن فوائد التقَصِّي“، و”التبيين في شرح التَّلقين“، ثم قال: “وغير ذلك[1]، وزاد ابن عبد الملك على الكتب الثلاثة المنصوص عليها: مختصرا نبيلا في أصول الفقه[2]، وزاد ابن الزبير اختصار كتاب الإحياء للغزالي[3].

2. ومن هؤلاء أيضا ابن قرقول، وهو صاحب الكتاب المشهور: “مطالع الأنوار على صحاح الآثار في فتح ما استغلق من كتاب الموطأ، والبخاري، ومسلم، وإيضاح مبهم لغاتها، وبيان المختلف من أسماء رواتها، وتمييز مشكلها وتقييد مهملها[4] نُسَخه الخطية بخزائن المغرب متعددة، وقفت على ثمان نسخ منها بخزائن عامة[5]، وطبع أخيرا[6].

.3 وممن له منهم رواية فيها علو وندرة: أبو الحسن ابن حُنين المقرئ سمع من أبي عبد الله ابن الطلاع “موطأ مالك برواية يحيى“، وسمعه أيضا من أبي القاسم ابن الأبرش، وسمع معه عليه “السير“، ولقي أبا حامد الغزالي وصحبه وسمع منه أكثر “الموطأ رواية ابن بُكير“، وسمع “الشهاب” للقضاعي عن العبسي عن مؤلفه[7]، ولقي رزين بن معاوية الأندلسي وأخذ عنه -ورزين هو صاحب الكتاب المشهور “تجريد الصحاح“-، وأخذ عن أبي منصور منتان خرزاذ الهمذاني مصنف “قصة يوسف“، وقال: “كنت أكتب إليه وقت تأليفه إياه بإملائه أو أُمسك عليه المسودة ويكتب[8].

هذا ما تيسر لي الوقوف عليه من تصانيف شيوخ الشريف ابن الصيقل، ومروياتهم، وبقي من مادة ترجمته التي جمعتها شيءٌ متعلق بمصنفاته، وآخَرُ بوَفَاتِه وسأُضَمِّن ذلك القسمَ السادسَ من هذه المقالات: آخِرَ ما كتبته عن ابن الصيقل..

———————————-

1. التكملة لابن الأبار 2/377-378.

2. الذيل والتكملة س: 8، ق1/327.

3. صلة الصلة، 3/22.

4. قال الكتاني: صنفه على مثال “المشارق” –يعني: للقاضي عياض-، له مختصرا له منها، مع زيادة البعض، وخصه أيضا بالكتب المذكورة –يعني: الموطأ، والصحيحين-“. الرسالة المستطرفة ص: 157.

5. منها أربع بالمكتبة الوطنية تحت أرقام: 245ق-390ق-1525ك (فهرس المخطوطات العربية المحفوظة في الخزانة العامة بالرباط 7/78)-366ك، وهذه الأخيرة ذكرها العلامة خير الدين الزركلي في الأعلام 1/82.

ومنها ثلاث بخزانة القرويين تحت أرقام: 220-744-1019، فهرس مخطوطات خزانة القرويين 1/236، 2/375، 3/129.

ومنها نسخة واحدة بمكناس تحت رقم: 165، فهرس المخطوطات المحفوظة في خزانة الجامع الكبير بمكناس ص: 119.

6. سنة (1433/2012) ونشرته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر بتحقيق مجموعة من الباحثين، ولم يعتمدوا أية نسخة من النسخ المغربية المذكورة أرقامها أعلاها، وفيها نسخ عتيقة نفيسة.

7. التكملة لابن الأبار، 3/364، وانظر أيضا صلة الصلة، 4/108، والذيل والتكملة س: 5 ق1/151.

8. الذيل والتكملة س5، ق1/151.

أرسل تعليق