Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

مفهوم الاستدلال الحجاجي.. (10)

3. أصل الحوار

مفهوم الاستدلال الحجاجي.. (10)

مثال البرهان:

إذا كان النبيذ مسكرا فهو حرام؛

النبيذ مسكر؛

إذن فهو حرام..

ويمكن تقريبه بالصورة المجردة التالية:

ب -> ج

و ب

إذن ج

والملاحظ أن الاستنتاج في هذا الدليل ينبني على قاعدة برهانية  تنزل منزلة “مبرهنة” في نسق منطق القضايا، وتسمى هذه القاعدة قاعدة الوضع وصورتـها  ( ب -> ج) ^ ب => ج[1].

حيث ب و ج عبارة عن متغيرات قضوية.

و ^ عبارة عن رابط الوصل؛

و -> عبارة عن رابط الشرط؛

  و => عبارة عن علاقة اللزوم..

ومضمون هذه القاعدة هو: إذا كانت علاقة لزوم  بين لازم وملزوم فصدقت

الملزوم وجب بالضرورة تصديق اللازم[2].

ويتخذ الدليل البرهاني الصورة التقريبية التالية:

مفهوم الاستدلال الحجاجي.. (10)

حيث “ب” و “ج” عبارة عن صور فارغة من الدلالة ومجردة من السياق والمقام.

مثال الحجاج:

– زيد لا يقول أف لوالديه.

فهذه الجملة تحتمل معنيين متضادين ولا يتعين أحدهما إلا بالسياق، وهذان المعنيان هما:

– زيد لا يقول أف لوالديه   =>   زيد محسن بوالديه ( سياق الإكرام)

– زيد لا يقول أف لوالديه     =>      زيد مسيء لوالديه ( سياق الإساءة)

بحيث يصح القول: زيد لا يقول أف لوالديه ولكن يضربهما.

مثال آخر:

– زيد لا يقول للظالم أف    =>    زيد شديد على الظالمين.

– زيد لا يقول للظالم أف  =>     زيد جبان

وهكذا فالدليل الحجاجي يحتمل معان متعددة قابلة لتأويلات مختلفة، ولا يتحدد مدلوله إلا بالسياق والقرائن، ومن ثم فالإلزام فيه لا يستند إلى الصورة المجردة للدليل، وإنما يتقيد بالمقتضيات التداولية.

 ويتخذ الدليل الحجاجي الصورة التقريبية التالية:

mafahim1_almithaq_163

حيث  “ب” و “ج” عبارة عن صور موصولة بمضامينها.

وحيث ج: 1 و ج 2 .. عبارة عن المدلولات المحتملة للدليل..

——————————————————-

1. وتكمن القيمة المنطقية لهذه القاعدة في كونها تعد أساسا إلى جانب قواعد أخرى لبناء وتوليد صيغ وصور برهانية أخرى صحيحة.

2. انظر المنهجية الأصولية، حمو النقاري، ص: 217، والمنطق الرياضي، عادل فاخوري، ص: 87، دار العلم للملايين ( د.ط.ت). وانظر كذلك:Paul Vissio, Aujourd’hui les mathematiques, Bordas, 1972, p 55..

أرسل تعليق