Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

تعليق واحد

عناية المغاربة بالأربعين النووية

      كتب الله للأربعين النووية ـ بحسن نية مؤلفها، وجلالة موضوعها، ونوع الأحاديث المقصود جَمعُها ـ من الذيوع والانتشار ما قل أن يقع له نظير؛ فقد شرحه جمع من العلماء من كل مذهب: فمن المالكية؛ فكالشبرخيتي في كتابه: الفتوحات الوهبية بشرح الأربعين حديثا النووية. ومن الشافعية؛ فكابن الملقن في كتابه: المعين على تفهم الأربعين. ومن الحنفية؛ فكشرح الأربعين النووية لسعد الدين التفتازاني. ومن الحنابلة؛ فكنجم الدين الطوفي في كتابه: التعيين في شرح الأربعين. وكلها مطبوعة.

      كما شرحه العلماء في كل زمان؛ بدءا من عصر مؤلفه إلى وقتنا هذا، فقد شرحه المؤلف نفسه، ثم الإمام ابن دقيق العيد، ولم تنقطع العناية بهذا الكتاب إلى زماننا هذا. كما شرحه العلماء من كل الأقطار؛ شرقا وغربا؛ والمقصود في هذا المقال ذكر نماذج من علماء المغرب الذين اعتنوا بهذا الكتاب.

      فقد شرحه منهم الأئمة الأربعة المتعاصرون المشايخ السادة (التاودي بن سودة ـ عبد القادر ابن شقرون ـ محمد بنيس ـ الطيب ابن كيران)، فقد شرح كل واحد منهم عشرةً من تلك الأربعين، وطُبع شرحهم على الحجر بفاس.

      ومنهم الإمام العلامة الذي لم يكن له نظير في وقته؛ الشيخ محمد بن إبراهيم السباعي المراكشي؛ فإن له شرحا كبيرا على الأربعين النووية كما وصفه بذلك العلامة عبد الحفيظ الفاسي في معجم شيوخه، وقال: إنه في مجلدين[1]، وعنوانه: المنح المولوية بشرح الأربعين النووية[2].

      ومنهم: العلامة الفقيه محمد بدر الدين بن الشاذلي الحمومي.[3]

      ومنهم: محمد بن القاسم القادري الفاسي في كتابه: الفتوحات الربانية المتعلقة بالأحاديث النووية[4]. وقد شرع الأستاذ الكبير سيدي علال بن عبد الواحد الفاسي بشرح الأربعين، وسمى شرحه الطرفة البهية إلا أنه لم يتمه.[5]

      وهؤلاء الأعلام ذكرناهم على جهة التمثيل لا الاستقصاء، ولعلماء المغرب على الأربعين النووية غير ما ذكرنا، خصوصا إذا عُلم أن كتاب الأربعين كان من الكتب التي تدرس في مدارس العلم وحلقات التعليم، ولي رجوع بإذن الله إلى هذا الأمر في المقال الذي أعده عن كتب الحديث التي كان مقررا تدريسها أو روايتها بالمغرب.

      والحمد لله رب العالمين.

——————————–

  1.  رياض الجنة 1/57.

  2.  مخطوط بالخزانة العامة بتطوان، برقم: 21/22، انظر فهرس مخطوطات خزانة تطوان 2/86- 87 (إعداد محمد بو خبزة ـ المهدي الدليرو: تطوان 1404هـ).

  3.  مخطوط بمؤسسة الملك عبد العزيز بالدار البيضاء، برقم: 65، انظر فهرس المخطوطات العربية والأمازيغية 1/59 (إعداد محمد القادري ـ أحمد أيت بلعيد ـ عادل قيبال) مؤسسة الملك عبد العزيز، الدار البيضاء 2005).

  4.  مخطوط بالخزانة الحسنية بالرباط، برقم: 13726، انظر كشاف الكتب المخطوطة بالخزانة الحسنية ص327. (إنجاز عمر عمور، منشورات الخزانة الحسنية 1428).

  5.  مخطوط بمؤسسة علال الفاسي برقم: ع 698، انظر الفهرس الموجز لمخطوطات مؤسسة علال الفاسي 2/153 (إعداد عبد الرحمان بن العربي الحريشي، 1991).

التعليقات

  1. ALHAIBA

    جزى الله خيرا شيخي الشيخ محمد السرار محدث المغرب على مقالاته التي يتحفنا بها ليبين لنا مدى الاهتمام الذي يوليه علماء المغرب للحديث، ويبطل إدعاءات المغرضين بقولهم أن المغرب ليس دار حديث،
    جزاك الله خيرا يا شيخنا.

أرسل تعليق