Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

رِعَاية المرابطين لِلأدب وأهْلهِ.. (3)

ولا ننسَ في هذا الباب ما يروي عنه من أنه لما جال في بلاد الأندلس، وتطوَّف على أقطارها شبَّهها بعُقاب رأسه طليطلة، ومنقاره قلعة رباح، وصدره جيَّان ومخالبه غرناطة، وجناحه الأيمن بلادُ الغرب وجناحه الأيسر بلاد الشرق. قال في الحلل الموشية “وبالنظر إلى كيفية وضعها وتمثيلها في الصفرة[1] يبدو بيان هذا التشبيه الذي هو راجعٌ إلى سياسة أمرها واعتبار أحوالها” فهل صاحب هذا التشبيه البديع لا يفهم مثل قول ابن زيدون؟

حــالـــت لفقــدكم أيـــامـنا فــــغدت          سودا وكانـــت بكـــم بيـــضا ليــاليـنا

رِعَاية المرابطين لِلأدب وأهْلهِ.. (3)

الذي يُقال أن المعتمد كتب به إليه، فلما قرىءَ عليه قال: لعله يطلب منا جواري سودا وبيضا.. فيا للصبيانيَّات تروى للنقيص من ذوي الأخطار..

نعم لقد أهدى يوسف للمعتمد جارية نروي خبرها في الجزء الثاني، وهذا الخبر وحده كاف في الدلالة على ما كان ليوسف من عناية بالأدب وأهله والفن وأربابه حتى الجواري المغنيات والمؤدبات، ولا غرو فتلاميذ مدرسة ابن ياسين أقلُّ ما يتوفر فيهم المعرفة باللغة العربية على أن النبغاء في العلم والفقه من اللمتونيين قد ظهر، وأقبل دخول ابن ياسين إلى الصحراء، وقد تقدم ذكر بعضهم في العصر السابق.

وممن كتب لعلي بن يوسف من أدباء الأندلس باستدعاء منه الوزير أبو القاسم بن الجد المعروف بابن الأحدب، وأبو بكر بن محمد المعروف بابن القبطرنة، ونصنا على الاستدعاء، وأنه من أمير المسلمين نفسه لإظهار كامل العناية التي لقيها هؤلاء الأدباء من رئيس الدولة، وما كان لهذا الرئيس من عظيم الالتفات إلى دوي الكفايات الأدبية من رجال الأندلس.

ومن قول أحد شعرائهم فيه مشيراً إلى تقديم والده على أخيه تميم وهو أصغر منه:

لئن كان في الأ سـنان يُحْسـَبُ ثانيا          عليُّ وفــــي العلـــماء يُحســب أوَّلاً

كذلــــكم الأَيــــدي ســــواءٌ بنــــانها          وتَختَصُّ منــــهنَّ الخنــــاصر بالحُــلى

يتبع في العدد المقبل..

———————————————————-

1. يعني الخريطة.

عن كتاب النبوغ المغربي في الأدب العربي تأليف عبد الله كنون دار الثقافة، ج: الأول، ص: 8182.

أرسل تعليق