Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

الشباب هو السبيل إلى الرقي والتحضر الإنساني

الشباب هو السبيل إلى الرقي والتحضر الإنساني

في ظلال الحضارة الإسلامية الربانية المطبوعة بتعاليم القرآن يستلهم الشباب الإسلامي الرشد واستقامة القصد، إذا شئنا لأمة الإسلام أن تحلق بالإنسانية المكلومة بما يفوق النجوم ومداراتها، وتتجاوز الكواكب علوا ورفعة في أبراجها.

فليكن شباب الإيمان والإسلام بحق ذلك الجيل المبارك الذي يباهي به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمم يوم القيامة، بما يحمله على صدره من أوسمة الشرف بالانتساب إلى هذا الدين، والانضواء تحت لواء سيد المرسلين يصب عز الدنيا وسعادة الآخرة، وليكن في طليعة المؤثرين غيرهم من أبناء وبنات الإنسان لإنقاذ مريض، أو افتداء عليل، أو هداية ضال، وليعش مع أخيه الإنسان أروع مظاهر الحب والرضى والقناعة والإيمان باليوم الآخر.

ولاشك أن قيمنا الإسلامية الأصيلة هي ما يربط الشباب المسلم بوطنه وبمجتمعه وهي خير عاصم من الزلل، وخير موجه ومرشد وهي السبيل إلى الرفعة والرقي والتحضر الإنساني، فانتماء الشباب إلى تلك القيم المقدسة يزيد من شعوره بالانتماء إلى الحظيرة الإنسانية، وبما يحمله من تاريخ ومبادئ وأمجاد في روحه السمحة المستنيرة، وليجعل من مبادئه نبراسا يضيء الطريق لكل باحث عن الكرامة والإخاء الإنساني.

وغير خاف أن الشباب هو عقل الأمة المفكر، وقلبها النابض، وحركة حياتها المتحفزة نحو الانطلاق، والمتفاعلة في دائرة الأحداث الإنسانية وحضارتها المتراقية، والشباب هو عقد الأمة بين الماضي الراسخ والحاضر المتفاعل والمتطور، والمستقبل المتطلع نحو المثل العليا والإنسانية السامية.

والقاعدة الأولى التي ينعقد عليها لواء صلاح أمر الشباب، وعمود تهذيب أخلاقه وسلوكياته، هي الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى نستوعب كيف نتعامل مع الشباب، وكيف نعاملهم، وكيف نتصدى للإنحرافات التي تصدر من بعضهم، وكيف نغرس الثقة الكاملة في أنفسهم أولا ثم بالمجتمع ثانيا، كيف نعلمه التفاؤل لتكون نظرته إلى الحياة الإنسانية نظرة حب وتعاون.

ولعل فيما سبق قدوة لكل شاب داعية يعتلي منبر الدعوة في أي ركن من أركان أرض الله الواسعة أن يكون أسوة في العلم والعمل والأخلاق، وأن يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وأن يتحلى بفضيلة الصبر حتى تنجح رسالته، ويكون صداها مزيدا من التفاف الشباب حول راية الإسلام.

واليوم فالأجهزة المعنية بالشباب، مسؤولة عن وضع برنامج للتعامل مع الشباب، ولكي نخلق قدرا من الثقة والفهم المشترك مع الشباب فلابد من الثقة في مهارات الشباب وقدرته، وإتاحة الفرص أمامه كاملة ليشارك بتفكيره وعمله في صنع الحاضر والمستقبل، مع إبعاد كل من ليس له علاقة بالشباب عن مواقع ريادة وقيادة الشباب، ويجب ألا يغيب عن الأذهان أن التفاوت الرهيب في الدخول يلقي بظلاله القاتمة على الشباب، كما يجب الاهتمام بمدى الحرية التي يجب أن يتمتع بها الشباب حتى لا تكون الجرعة أكثر من اللازم، وأن نقدم له النصح دون أنانية وتعال، حتى يستكشف عصره، ويمتد بصره ليساهم في صنع مستقبله وحياته ومجتمعه المترابط مع الإنسانية في كل بقعة من أرض الله.

ولابد من إتاحة الفرصة لقيادات الشباب الجديدة لتتقدم الصفوف وتقود العمل الإنساني، وأن يكون شعار الجميع قدسية العطاء، فالأمة ومعها البشرية تريد جيلا جديدا من الشباب يمتلك حماس ونشاط الشباب وتصميمه على التجديد، وإن أحوج ما تحتاجه الإنسانية في الفترة القادمة، هو الشباب بالإرادة الملتزمة التي تتسع لآمال كل إنسان؛ لأن الشباب هو الذي يتحمل العبء الأكبر إذا تكدرت أجواء الحياة، ذلك لأن الشباب نبتة طيبة أصيلة فاضلة طاهرة، وليكون من خلال هذا كله عنوانا كبيرا على جيل كبير، قدوة للشباب في ساحات العطاء والعمل، وقدوة للشيوخ في مجالات التوجيه.

شباب تتجسد للبشرية فيه كل المعاني الأصيلة، في بساطة وود وصدق حديث، وليكون لسلوكه وحديثه مع الآخرين وقع السحر في القلب والفؤاد، وفي الإقدام على العمل في صدق وإخلاص، شباب بحق هو المثل الناجح لكل عامل وعالم.

وأمتنا مسبوقة في الثقافة المعاصرة، ولحاقنا بحضارة العصر ضرورة (حياة) وبغير إبداعات الشباب سنظل في مكان التابع والمقلد، وإبداع الشباب عطاء خيال حر، وعقل تتفتح له الآفاق، وإرادة تملك الاختيار، والشباب هو الذي يشق الطريق وسط ركام هائل من التخلف، والمبدعون الشباب هم رسل جيلنا إلى المستقبل وأمله المعقود في تعويض سنوات عجاف من الخمول والعجز والضياع والرتابة والفجاجة والسطحية وغياب الأهداف، والشباب إذا أتيح له المجال هو الذي يشيع الأخوة بين الناس، ولأنه العنصر الراشد، بل هو معيار الحياة وركنها الركين، لتحقيق غايات الوجود الإنساني، وإعادة الابتسامة إلى كل قلب في هذا الوجود، ومسك الختام قول الله تعالى: “ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين” [فصلت، 32].

هذا ومن الله العون وبه التوفيق.

أرسل تعليق