Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

السيرة النبوية وإعداد المرأة المسلمة

إن الفهم القويم لديننا والإدراك الصحيح لعقيدتنا، لا يستقيم إلا بعد عرضه على سيرة وهدي نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- لأن سيرته عليه الصلاة والسلام هي المصدر الأصيل الذي يهدينا ويرشدنا لحسن فهم كتاب الله تعالى، وسنة نبيه الكريم، وذلك لما تجسده هذه السيرة العطرة من تطبيق عملي وواقعي لمبادئ الدين الإسلامي الحنيف وقيمه العظيمة.

وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتأسي برسوله الكريم والاقتداء به، فقـال عز وجل في كتابـه الكريـم: “لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا” [ سورة الاحزاب/ الآية:21].

فإننا حين ندعوا المرأة المسلمة إلى معرفة سيرة نبيها، وتمتين علاقتها بها، وتتبع أحداثها والتأسي بعبرها ودروسها، فإننا نضعها بين يدي منبع صاف، ومورد ثري متجدد لفهم دينها وفقه شريعتها، وإدراك مقاصدها.

فاقتداؤها بهدي نبيها والعمل وفقه، يحفظ لها دينها، ويكفل لها سعادتها في الدنيا والآخرة، وجهلها بسيرته –صلى الله عليه وسلم- هو جهل لمنهج تربوي متكامل لبناء شخصية الإنسان المسلم، وجهل لقيمه ومبادئه.

وقد دعا ابن القيم إلى معرفة ذلك حين قال: “وإذا كانت سعادة العبد في الدارين معلقة بهدي النبي –صلى الله عليه وسلم- فيجب على كل من نصح نفسه، وأحب نجاتها وسعادتها، أن يعرف من هديه وسيرته وشأنه ما يخرج به عن الجاهليين به، ويدخل به  في عداد أتباعه وشيعته وحزبه، والناس في هذا بين مستقل، ومستكثر، ومحروم ” [1] .
.

حقيق أن الناس في سيرة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بين مستقل ومستكثر ومحروم لا يدري شيئا عن سيرته، لكن قد جعل الله تعالى حبه رهين باتباع رسوله الكريم، قال الله تعالى: “قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم” [ سورة آل عمران/ الآية:31].

ولأجل إتباعه لابد من معرفة سيرته وسنته، لأنه رسول رب العالمين والهادي إلى طريقه المستقيم.

إن واجب التربية ومسؤولية الرعاية التي شرف بها الإسلام المرأة اتجاه أجيال الأمة المسلمة، لتدعوها إلى النهل من مشكاة النبوة الطاهرة، والاستفادة من منهج النبي – صلى الله عليه وسلم- في تربية أصحابه وتعليمهم وصقل فطرتهم، حتى تكون في مستوى تكوين وتربية نشئها وعنايتها بهم وتعليمهم، فهي المحضن الأساس والراعي الأول لأبنائها وبناتها، بل مربية النساء والرجال، لذا وجب أن ندركأهمية هذا العلم وفقهه في تكوين شخصية  المرأة المسلمة، وإعدادها لدورها العظيم المنوط  بها.

———-

1. زاد المعاد في هدي خير العباد: ابن قيم، 1/31 طبعة: 1415ﻫ/ 1995م، دار الفكر، بيروت، لبنان.

أرسل تعليق