Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

التربية العقلية في الإســــلام.. (10)

[التربية والتكويـن العقـلي وأبعـادهما في الإسلام]

تمهيـد:

خلق الله تعالى الإنسان، وجعله خليفة في الأرض وفضله على سائر المخلوقات، وسخر له ما في الأرض والسماء، واختار منه الأنبياء، واصطفى منه الرسل واجتباهم، وأسجد له الملائكة تفضلا منه وامتنانا، وخلقه في أحسن تقويم، وكرمه في صور متعددة ومشاهد عديدة، ومن أهم صور التكريم الإلهي للإنسان هو العقل.

فالعقل منحة إلهية عظيمة للإنسان، فهو الأداة الكبرى للمعرفة، وله أهميته في حياة الإنسان من حيث “إنه قوة مدركة في الإنسان خلقها الله فيه ليكون مسؤولا عن أعماله[1]. والعقل أسمى شيء في الإنسان، به يتعرف على حقائق الأمور، وبه يستدل على وجود خالقه، وبه يفهم كلامه فيؤمن به، ويعمل بمقتضاه ليصل إلى نعيمه الذي لا يفنى.

التربية العقلية في الإســــلام.. (10)

إن أبرز ميزة يتميز بها الإنسان هو العقل، وأجمل صفة تفضله على سواه، قال الحارث المحاسبي: “لكل شيء جوهر وجوهر الإنسان عقله، وجوهر العقل التوفيق[2]، وقال أيضا: “واعلم أنه ما تزين احد بزينة كالعقل، ولا لبس ثوبا أجمل من العلم، لأنه ما عرف الله إلا بالعقل، ولا أطيع إلا بالعلم[3]، وقال التابعي الجليل عروة بن الزبير: “أفضل ما أعطي العباد في الدنيا العقل، وأفضل ما أعطوا في الآخرة رضوان الله عز وجل[4].

وبما أن العقل هو جوهر الإنسان وميزته وخاصته، ومناط تكليفه، وانه مصدر من مصادر المعرفة فقد “اهتم دستور المسلمين الخالد بتربيته تربية تتفق مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وأحاطه بسياج من الرعاية والعناية الخاصتين، يفعل الإسلام ذلك لأن العقل مناط التكليف، وعليه المعول في فهم الخطاب الإلهي والشريعة وتطبيقها[5].

يتبع في العدد المقبل…

————————

1. د. عبد الغني عبوت، الله والإنسان المعاصر، ص: 107.

2. أبوة عبد الله الحارث المحاسبي البصري، رسالة المسترشدين، ص: 97.

3. المرجع نفسه، ص: 97.

4. ابن أبي الدنيا، العقل وفضله، ص: 13– نقلا عن المرجع السابق.

5. د. عبد الرحمن عميرة، منهج القرآن في تربية الرجال، ص: 27.

أرسل تعليق