Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

٪ تعليقات

البقعة الطاهرة

      لقد اختار الله في الأرض بقعة طاهرة وجعل فيها أول مسجد للناس، إنها أرض مكة. قال تعالى: “إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا” [سورة اَل عمران، الآية:96].

      مكة المكرمة، مركز الأرض ومزار الملبين لنداء إبراهيم عليه السلام، لما أمره تعالى أن يؤذن في الناس، ذلك النداء الذي تشق أصداؤه آفاق الكون، ولما بلّغه الله لكل الخلائق ما بين السماوات والأرض، وسمعناه ونحن في أصلاب آبائنا، جعل الله عز وجل أشهرا: شوال، ذو القعدة وذو الحجة شهورا خاصة. يقول سبحانه: “الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الاَلباب” [سورة البقرة، الآية: 197]، وذلك لمن عزم ووفقه الله أن يلبي النداء الإبراهيمي. وفضل الله تعالى عشرة أيام من هذه الشهور على سائر أيام السنة..

      ومن فضل الله علينا أن ما تتميز به حياتنا في هذا الدين كونها مليئة بمناسبات جليلة؛ وزاخرة بأعمال صالحة؛ حياة كلها عبادة ليلها كنهارها دون ملل ولا كلل أو فتور، صلة مباشرة برب العالمين دون وساطة كاهن، ولا وسيط.. كما في بعض الملل.  وسنستقبل في هذه الأيام موسما عظيما ومؤتمرا فريدا؛ وركنا من أركان هذا الدين… إنه موسم الحج وفيه الأيام العشر التي قال عنها سيد المرسلين: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام! قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله؛ إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء”.

      هذه الأيام العشر نَعِمَ بها أسلافنا، وعدمنا نعيمها بجهلنا لفضلها، ولو علمنا يقينا بفضلها لاجتهدنا.

      فماذا يعمل المسلم الصادق الذي يسمع ويطيع؟

      هل يقضيها في غفلة عنها وعن فضائلها؟

      إن عليه  بعد صلاة الفرائض بالنوافل، والذكر، وقراءة القرآن، والصدقة، والصوم إلاَّ يوم العيد، والإحسان إلى الخلق وكلّ عمل صالح… مع الاشتغال بالتكبير- الله أكبر- ليل نهار. رافعا بذلك صوته إذا كان رجلا، وتسر به المرأة: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد – استجابة لأمر الله تعالى القائل: “ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام” [سورة الحج، الآية:28]  كما يرغبنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في تعظيم هذه المناسبة فيقول: “ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد”.

      وكان أبو هريرة رضي الله عنه، وعبد الله بن عمر رضي الله عنه إذا دخلت هذه الأيام يخرجان إلى السوق يكبران، فإذا سمعهم الناس تذكروا التكبير فكبروا.

      فهل نحيي هذه السنة ونبني بها ما يجعل ربنا راضيا عنا؟

     هذا ما يطمح له كل صادق ونحن نرجو من خلال هذا المنبر أن يعيننا ربنا على تحقيق ذلك في أنفسنا وأهلنا ومعارفنا، إنه سبحانه سميع مجيب.

التعليقات

  1. أ. كــــمـــال

    بسم الله الرحمن الرحيم
    "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا"

    وهنيئًا لنا ولكم بلوغ عشر ذي الحجة، أحب الأيام إلى الله. وأفضل أيام الدنيا..

    العمل الصالح مرغب فيه …

    والحسنات مضاعفة …

    والنفوس طيبة …

    والقلوب مقبلة …

    والصدور منشرحة .

    والموفق من وفقه الله .
    والموعد مع فرحة العيد…. أهنؤكم، وكل عام وأمة الإسلام وأنتم بخير

  2. مولاي صالح الشرقاوي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    نشكر الأستاذ الفاضل على إضاءته لنا لهذا الموضوع المتميز، وأحب أن أضيف بعض من نفحات شهر ذي الحجة
    قال تعالى: "والفجر وليال عشر" أقسم الله بعظم هذه الليالي العشر من ذي الحجة وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صام هذه الأيام أكرمه الله بعشرة أشياء:
    1 . البركة في العمر،
    2 . الزيادة في المال،
    3 . الحفظ في العيال،
    4. التكفير للسيئات،
    5 . مضاعفة الحسنات،
    6 . التسهيل في سكرات الموت،
    7. الضياء لظلمة القبر،
    8. التثقيل في الميزان يوم القيامة،
    9 . النجاة من دركات النار،
    10 . الصعود في درجات الجنة .

  3. الحسين أشقرا

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليك ورحمة الله يا سمية المغربية
    استجابتك الفورية مشكورة وأحسبك نموذج طيب من نماذج المومنين (ت) المتاجرين(ت) مع الله والمبشرين في سورة الصف بقوله سبحانه :"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)" وأن أعمال البر في الأيام العشر غير محصورة، وقد أحسنت بما أضفت، وإني لك مشجع….

    ** وللساذة القراء الأفاضل أن يشاركوا بآراءهم وتعليقاتهم (فرب مُبلغ أوعى من سامع، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ) وما توفيقنا إلا بالله وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله…
    وموعدنا مع الأيام العشر "يتنافس فيها المتنافسون".

  4. سمية المغربية

    بسم الله الرحمن الرحيم

    * نفحات هذه الأيام المباركة لا يدرك قيمتها ومعانيها إلا من لبى فيها النداء وذاق، وقال سمعنا وأطعنا….
    لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك…
    وسنحيي هذه السنة إن شاء الله كل على حسب ما تسمح به أحواله، والمغبون من ضيع الفرص
    ـ ويشرع في هذه الأيام التكبير المطلق في كل الأوقات، والتكبير المقيد في صلاة الجماعة من فجر يوم عرفة لغير الحاج إلى صلاة عصر آخر أيام التشريق، ويسن الإمساك عن الشعر والأظافر لمن عزم على ذبح أضحيته حتى يضحي…
    ولمن يبحث عن مبررات التقاعس عن خير هذه الأيام أهمس في أذنه مع القائل:

    إذا كنت تؤذى بحر الصيف *** ويبس الخريف وبرد الشتا
    ويلهيك حسن زمان الربيع *** فأخذك للخير (1)قل لي متى؟

    والله المستعان والموفق الهادي..

    ــــ (1) وردت في البيت الأصلي [ للعلم ] = فأخذك للعلم قل لي متى؟

أرسل تعليق