Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

الأسرة ودورها في بناء شخصية أطفالنا…(3)

ولتفعيل دور الأسرة في بناء شخصية الأبناء وتربيتهم ورعايتهم لابد من مراعاتها في ذلك توجيهات ومبادئ وأحكاما أتى بها الإسلام، من أبرزها:

كيف تبنى شخصية الطفل المسلم

إن بناء الحضارات وتقدم الأمم يرتبط بمستوى همم شبابها، وهذا المستوى تحدده شخصيتهم التي بدأ تكوينها منذ مرحلة الطفولة، لذلك حرص الإسلام على تربية الأطفال التربية التي تقوي شخصيتهم، وتمنحهم الثقة في أنفسهم، وفي كل ما يقومون به، فينتفعون وينفعون مجتمعهم، وعليه فشخصية الطفل المسلم تقوم على عدة مقومات.

إن المبدأ الذي يجب على الأسرة ممارسته -باعتماد طرق مباشرة وغير مباشرة – أثناء التعامل مع الطفل هو مبدأ الأسوة الحسنة، إذ ينطلق المسلم في تكوين شخصيته المتميزة سلوكا وتطبيقا من القرآن الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لذلك وجب على الوالدين تربية الطفل على مبادئ الدين الإسلامي منذ نعومة أظفاره، فيعلمانه كيف يكون منهجه في الحياة مبنيا على القرآن الكريم، وكيف يجعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قدوته في كل أمر من أمور حياته.

الأسرة ودورها في بناء شخصية أطفالنا...(3)

بالإضافة إلى ضرورة اعتماد الأسرة على المنهج القرآني والنبوي في بناء شخصية الطفل، فإنه من اللازم أيضا أن تقوم ببعض السلوكات العملية حتى يكسب الطفل ثقته بنفسه، فالثقة بالنفس أمر أساس وضروري لتوازن الحياة الداخلية للطفل، وهي الأساس الوطيد للشخصية الإنسانية، ومن تلك السلوكات حب أبويه له واستحسانهما لعمله، مما يجعله يكسب حافزاً قوياً يدفعه إلى بذل المزيد من الجهد في محاولات أخرى في أثناء نموه التربوي، فيشعر بالرغبة في التقدم في الحياة ويحس فعلاً بلذة الإنجاز، وكذلك على الأسرة أن تساعد طفلها في تحديد أهداف واقعية وممكنة التنفيذ؛ لأن الأهداف ذات الطموح الكبير، والتي تتجاوز قدرات الطفل، تسبب له شعوراً بالإحباط من خلال فشله في تحقيقها، وأيضا يجب تشجيع الطفل على أن يكون فخوراً بإنجازاته اليومية؛ لأن النجاح في أداء المهمات الصغيرة المتتالية يؤدي بشكل تلقائي إلى النجاح في أداء المهمات الكبيرة[1].

وكذلك من الأمور المهمة في بناء شخصية الطفل مكافأة الطفل على محاولاته الجريئة حتى ولو انتهت بالفشل، فمن الضروري لجميع أفراد الأسرة أن يتقبلوا الطفل بفشله وصوابه، ويكافئوه على محاولاته حتى الفاشلة منها، فيتعلم كيف ينظر إلى فشله على أنه أمر طبيعي، لا على أنه مأساة، فالطفل بحاجة إلى إدراك أن الهزيمة هي مرحلة عارضة وليست نهائية، وأن الفشل هو بداية الطريق إلى النجاح·

ويلزمنا كذلك تدريب الأطفال على كيفية الإفصاح وعرض المشاكل والاشتراك في كيفية وضع الحلول المناسبة لها، ثم إنه مما يجب الانتباه إليه من طرف جميع أفراد الأسرة هو عدم وصف الطفل الصغير بصفات سلبية؛ لأن ذلك قد يكون أسرع سلاح يدمر نفسية الطفل، ويجعله يشعر بالضعف والإحباط، فوجب الحذر أثناء التعامل معه من العبارات التي تخرج بشكل لا شعوري[2].

يتبع في العدد المقبل…

————————

1. ينظر مجلة الوعي الإسلامي، العدد 532 بتاريخ، 03 – 09 – 2010.

2. ينظر مجلة الوعي الإسلامي، العدد 532 بتاريخ، 03- 09- 2010، والعدد 392 يوليوز 1998.

أرسل تعليق