Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

هكذا كلمني التاريخ

كتبتُ التاريخ بالأرقام والحروف؛

فكاشفني بالحوادث والصروف؛

وخاطبني:

بيني وبينك برزخ؛

ليست مسافته ميل أو فرسخ؛

أنت حقيقة: مجموع أنفاس؛

أنت مجازا: بعض أناس؛

تَنَكَّرتَ في سواد الليالي؛

وعُرِفت  مع بياض النهار؛

جُمِعْتَ  من لطائف الأسحار؛

وتَفَرَّقْتَ مع تباشير الإِسفار؛

وانْبَعَثْتَ مع أوائل الشروق؛

واخْتَفَيتَ مع لوامع البروق؛

سَكِرتَ بسُلاف الأمان؛

وصَحوتَ مع فجع الزمان؛

 فاسَتقبلكَ ما استدبرت من نقصان؛

وأدْركت أنك مجرد عنوان:

لآية كونية؛

ومتوالية نفسية؛

تَحضُر نَصّا فتعالق؛

أو تغيب تناصّا فتفارق؛

أو تُشرق خيالا فتعانق؛

تتزاوج بالمماثلة؛

وتنفرد بالمباينة؛

وتتوالد دوائر حلزونية؛

لتعود لمبداها؛

وتستقر بمنتهاها؛

وحين تجف الأقلام؛

وتنقطع الصلة بين المداد والكلمات؛

ويدرك إبداعك الموت السريري؛

ويدخل مِسبار وعيك في غيبوبة؛

تُفتح عُلبك البيضاء؛

ويكون استمدادك من سيولة الروح؛

فالظلال صامتة؛

والأطلال ناطقة؛

وتبقى شواهد القبور؛

وجلاميد الصخور؛

دليل عدمك؛

وشاهد وجودك؛

ومشهد حركتك وسكونك؛

وارتفاعك وسقوطك؛

وانتصارك وانكسارك؛

ووعاء خيال من بعدك؛

وأيقونة سِفْرك وسَفَرِك،

وقلائد رَحْلك ورِحْلَتك؛

ودائرة ذكرك وذاكرتك؛

وتذكار وذكرى لبني جنسك؛

فيستوي سلفك وخلفك؛

فاعقل وجودك يا إنسان؛

فالتاريخ ممدود؛

وأنت فيه موجود..

أرسل تعليق