Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

مولاي علي الشريف، قطب تافيلالت ورمزها الشامخ.. (6)

عن استقرار مولاي علي الشريف بسجلماسة

مولاي علي الشريف، قطب تافيلالت ورمزها الشامخ.. (6)

يقول المؤلف: “خرج مولاي علي الشريف من سجلماسة واشترى أصلا بالمصلح، وبنى زاوية تسمى حارة الشريف، وفيها تزايد له ولده الأكبر وهو مولانا الحسن بن علي، ثم جعل زاوية قرب زاوية جنانه المعروف ببرج حمام، ثم اشترى أصولا من أولاد أبي ربيعة بتانجيوت، ثم اشترى أصولا أيضا ببني مداسن، واشترى أيضا أصل علي بن موسى المداسني. فلما اشترى جنان سملال بأرض مداسنتذكره أهل سجلماسة، واشترى أيضا من أولاد مولود التغمراتي أرضا وبنى فيها دارا ومسجدا وخلوة قرب فم القصر. واستلف من أولاد مولود التمر والشعير فاجتمع إلى أهل سجلماسة على أن يقوموا له جميع أصوله ويعطوه ثمنها ويخرجوه عنهم، فشاوروا في ذلك سيدي محمد بن أبي إبراهيم وابن هلال.. فقالا: أعطوه قيمة أصوله وأعطونا قيمة أصولنا معه لنخرج معه إلى حيث شاء؛ فإن رحمة الله لا تنزل من السماء على أهل بلد طردوا ذرية رسول الله.

فانقلب أهل سجلماسة كاظمين وبقي مولانا علي الشريف في أصله وزواياه مع من له آمنين مطمئنين، فأغروا عليه أولاد مولود من تغمرت يقبضون منه تمرهم الذي استلفه منهم قبل وأضلوا عليه المرأة طيطيالمنداسية تقوم بالشفعة في جنان سملال ليظهر لها في بقية الأصول وجه استغلال وترامي الأوباش أولاد البلدي على مواليه بالمناقشة. كما أغروا به أولاد مولود التغمراتي يقبضون منه تمرهم الذي استلفه منهم وذلك عقب السنة ولا توجد غالبا في ذلك الوقت، فتكلم أولاد مولود مع أولاد البركات يقتلونه ويأخذون أصولهم لأنفسهم. فلما اشتغل رضي الله عنه بفم خلوته بتجويد القرآن للطلبة وتلقين الأسماء للفقراء، جعل أولاد أبي البركات يحفظون وأولاد مولود طالبين التمر بمناقشة ووجه غضب، فقال أحد الطلبة الحابط الحابط، فقال مولانا علي الشريف رضي الله عنه اللهم إن أولاد أبي البركات وأولاد مولود كما علمت اللهم قلل عددهم. ثم قال: يا أولاد مولود اجمعوا الدواب وأتوا تحملون تمركم فجاءوا بكثرة الدواب ومد الكيل فقال رضي الله عنه سعيا وأرادوا فضيحتنا بين الناس فأخرج قفة من التمر ثم قال له اجعلها تحت السجادة فمن أوفيته حقه فمزق برنامجه، فما زال أولاد مولود يكتالون حتى استوفوا من ذلك جميع حقوقهم، والتمر تحت السجادة لا تنقص شيئا، فتساقطوا عليه ذكرانا وإناثا يطلبون منه العفو والسماحة. وأما المرأة طيطي فقد وكل عليها وكيلا ينوب عنه في مخاصمته معها، وتحاكموا عند القاضي السيد بلقاسم قاضي المدينة فلم يزل يؤجل لها حتى بلغ ثلاثة وعشرين أجلا في إرجاء حجتها، فلم تأت بشيء ويسمع منها شرعا،وعجزت بعجزها القاضي فوقع الصلح بينها وبين وكيله على أن أبرت في سملال ولم يقبل لها فيه مقال. وأما الإسميون أصلا أولاد البلدي فقد ابتليت بلوى كل من أضر منهم من الظالمين بمواليه رضي الله عنه فطلبوا عندئذ من مولانا العفو والتجاوز عنهم والمسامحة.. ثم أن مولانا علي الشريف رضي الله عنه قصد بعد ذلك حج بيت الله الحرام وزيارة قبر نبيه وضريح جده عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام وذلك عام 1000 (1592م)..

يتبع في العدد المقبل..

أرسل تعليق