Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

تعليق واحد

منظومة القيم البيئية في الإسلام

      أقضت مشاكل بيئتنا المعاصرة مضاجع كثير من المجتمعات التي أصبحت تبحث عن الأمن البيئي وتخشى كثيرا من المفاجآت التي تعصف بالمحيط البيئي والكائنات الحية.

      فالهواء أصبح ملوثا تلوثا حراريا نتيجة الحرائق، ودخان المصانع وانتشار ظاهرة تعاطي التدخين وانبعاث الغازات من السيارات… والماء تلوث نتيجة تسرب كميات كبيرة من النفط في البحار، ومخلفات المصانع، والنفايات النووية، والمنزلية وفضلات المجاري، مما تسبب في القضاء على كثير من الكائنات الحية…

      ولم يسلم غذاؤنا من التلوث، فالتربة أصبحت ملوثة بسبب الاستخدام المكثف للمبيدات لمكافحة الحشرات، والأسمدة الكيماوية، واستعمال مخلفات المجاري لسقي المزروعات، ودفن النفايات الصناعية الصلبة، وإجراء التجارب النووية[1].

      وغذت البيئة أداة من أدوات الصراع بين الدول، فالبعض يحاول السيطرة على الموارد المائية للتحكم في الآخرين، والبعض يضع شروطا مجحفة بالضعفاء، فيستأجر أراضيهم وبحارهم لرمي نفاياته نظير مساعدة مادية للإقلاع بهم نحو التنمية المزعومة… وحروب الدمار التي شهدها هذا القرن استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة التي أتت على الأخضر واليابس… ناهيك عن الكوارث التي دمرت حياة كثير من الأحياء…

      إنها صورة مختزلة للدمار الذي تعيشه بيئتنا، ترسم ظلاله الحروف والكلمات، ويعبر عنه حجم الخسائر بالأرقام والإحصائيات[2].

      ورغم التطور الذي عرفته المجتمعات من حيث التنظيمات القانونية والاتفاقات الدولية للمحافظة على البيئة؛ فإن مشاكلها تستفحل يوما بعد يوم، فأين يكمن الداء؟ وهل أسباب التخريب البيئي تكمن في التطور التكنولوجي؟ أم أن التكنولوجيا استخدمت في غيبة عن القيم الأخلاقية؟ وما هو دور السلوك الإنساني في المحافظة على البيئة أو المساهمة في تدميرها؟ وهل للإسلام تصور متكامل يحدد علاقة الإنسان بالبيئة، ويضبط تعامله معها أفقيا وعموديا؟ وهل هناك منهج تربوي إسلامي يحكم سلوك الإنسان المسلم في انتفاعه بالموارد البيئية؟ وما هي مكانة المكونات البيئية في التشريع الإٍسلامي؟ وهل ناقش علماء الإسلام قضايا البيئة من منظور إسلامي؟

      إن الهدف من هذه المدارسات هو أن تبين دور السلوك الإنساني في المحافظة على البيئة أو تدميرها، وأن هذه المحافظة أو هذا التدمير هو نتيجة منطقية لطبيعة المنظومة المرجعية التي يستند إليها الإنسان والتي تشكل رؤيته للكون بمختلف مظاهره، وأن الإسلام وضع تصورا محددا للمسلم ينطلق من خلاله في التعامل مع البيئة، وأن أي نكوص عن هذا المنهج معناه الاصطدام بالسنن الكونية التي أودعها الله في هذا الكون، ومن ثم فليس غرضنا في هذه الدراسة هو تقديم إحصائيات أو أرقام عن حجم الخسائر البيئية التي تعرفها بيئتنا –وإن ذكرنا بعضها– وإنما غرضنا هو بيان منظور الإسلام لقضايا البيئة وعلاقة الإنسان في ترجمة هذا التصور إلى واقع ملموس.

يُتبع في العدد القادم بحول الله تعالى..

——————————————————

  1.  راجع كثيرا من المعطيات في كتاب، قانون حماية البيئة في ضوء الشريعة، ماجد راغب الحلو، دار المطبوعات الجامعية الإسكندرية 1995، وكتاب البيئة من حولنا، دليل لفهم التلوث وآثاره، تأليف تراقس واجتر، ترجمة الدكتور محمد صابر صاحب الناشر الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العالمية 1997.

  2.  جاء في تقرير عن حالة البيئة (1972-1992) والذي أعده برنامج الأمم المتحدة للبيئة لتقديمه لمؤتمر قمة  الأرض (1992) أن ما يتراوح بين 100 هـ 300 نوع من الكائنات الحية والنباتية ينقرض يوميا – قانون حماية البيئة، ص: 21.

التعليقات

  1. توتة

    شكرا على المعلومااااااااااااااااات

أرسل تعليق