Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

مفهوم الزواج (1/2)

أصل الزواج في اللغة الاقتران بين شيئين، قال ابن فارس: “الزاي والواو والجيم أصلٌ يدلُّ على مقارنَة شيءٍ لشيء. من ذلك الزّوج زوج المرأة، والمرأةُ زوج بعلِها، وهو الفصيح”[1].

وقال الراغب الأصفهاني: “يقال لكل واحد من القرينين من الذكر والأنثى في الحيوانات المتزاوجة زوج، ولكل قرينين فيها وفى غيرها زوج، كالخف والنعل، ولكل ما يقترن بآخر مماثلا له أو مضاد زوج”[2].

أما في الاصطلاح فالزواج له عدة تعاريف منها أنه “ميثاق تراض وترابط شرعي بين رجل وامرأة على وجه الدوام، غايته الإحصان والعفاف وإنشاء أسرة مستقرة”[3].

وفي القرآن الكريم ورد مصطلح الزواج بمشتقاته ثمانين مرة، وذلك بالصيغ الموالية: زوجناكها – زوجناهم – يزوجهم – زُوّجَت – زوج – زوجا – زوجك – زوجه – زوجها – زوجان – زوجين – أزواج – أزواجا – أزواجك – أزواجكم – أزواجنا – أزواجه – أزواجهم – أزواجهن.

ولقد ورد الزواج في القرآن الكريم بمعان مختلفة منها:

•  النوع في مثل قوله سبحانه وتعالى: “وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً” [الواقعة، 7]، وقوله: “وءاخر من شكله أزواج” [ص، 58].

•  والاثنين في مثل قوله سبحانه: “ثمانية أزواج” [الاَنعام، 143].

•  والجمع بين شيئين في مثل قوله: “أو يزوجهم ذكرانا وإناثا” [الشورى، 50].

•  والشبيه والمثل في قوله سبحانه: “اَحشروا الذين ظلموا وأزواجهم وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاَهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ” [الصافات، 22-23].

•  كما  ذكر الزواج في القرآن الكريم وصفا لعدة أصناف منها مختلف المخلوقات في مثل قوله عز وجل: “وترى الارض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج” [الحج، 5]، كما ورد في سياق وصف نعيم الجنة في مثل قوله تعالى: “ولهم فيها أزواج مطهرة” [البقرة، 25]، وقوله: “كذلك وزوجناهم بحور عين” [الدخان، 54].

كما ورد باعتباره سبب فتنة يجب على المؤمن أن يحذرها في قوله سبحانه وتعالى: “قُلْ اِنْ كَانَ ءابَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اِقَترَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَاتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ” [التوبة، 24]، وقوله: “يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا إِنَّ مِنْ اَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ” [التغابن، 14].

وفي علاقة المشركين بأزواجهم ذكر في مثل قوله سبحانه: “وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الاََنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا” [الاَنعام، 139].

يتبع في العدد المقبل بحول الله تعالى

————————————————–

  1.  مقاييس اللغة/زوج.

  2.  المفردات/زوج.

  3.  مدونة الأسرة، والتعريف الكامل كما جاء في المادة الرابعة منها هو: “الزواج ميثاق تراض وترابط شرعي بين رجل وامرأة على وجه الدوام، غايته الإحصان والعفاف وإنشاء أسرة مستقرة، برعاية الزوجين طبقا لأحكام هذه المدونة”.

أرسل تعليق