Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

مسؤولية العلماء

افتتاحية العلامة المرحوم الحاج أحمد بن شقرون الأمين العام السابق لرابطة علماء المغرب في جريدة “ميثاق الرابطة” يوم الخميس16 ذي الحجة 1415م الموافق ل 24 أبريل 1997.

يلقي الإسلام مسؤولية عظمى على العلماء، فهم بحكم فهمهم لأحكام الشريعة ومقاصدها، واطلاعهم على نصوص الكتاب والسنة، ومعرفتهم بشروح علماء السلف لها، وقدرتهم على توجيهها والاستنباط منها، وحل معضلات الحياة العصرية على ضوئها، لهذا كله تعظم مسؤوليتهم كلما اشتدت الحاجة إليهم، ولاشك أن مهمة العلماء المتخصصين في دراسة الإسلام وشريعته لا تنحصر في الفتاوى التي تصدر عنهم في بيان الحلال والحرام من أحكام الشريعة في الأحوال الشخصية، وبعض الحدود والعقوبات، وبعض أحكام المعاملات، بل تتعدى ذلك إلى تثبيت العقيدة الإسلامية والمعاني الإيمانية والكليات التي تشعر المسلم بأهمية الإسلام في ملئ ثقافته، وإشباع روحه وتحديد هويته ورسم معالم حياته الخاصة والعامة.

والعالم الذي يعرف السنة والحلال والحرام وطرق الخير والشر، ويخالط الناس ويعلمهم وينصحهم هو العالم المثالي المعترف بمسؤوليته ودوره في الدعوة والتوجيه الصالح.

يقول ابن القيم في كتابه “عدة الصابرين”:

كتب عبد الله العمري –أحد العباد الصالحين- إلى مالك بن أنس يحضه على الانفراد والعمل، فكتب إليه مالك: “إن الله قسم الأعمال كما قسم الأرزاق، فرب رجل فتح له في الصلاة ولم يفتح به في الصوم، وآخر فتح له في الصدقة ولم يفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الجهاد، فنشر العلم من أفضل أعمال البر، وقد رضيت بما فتح لي فيه، وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه، وأرجو أن يكون كلانا على خير وبر”.

وعن رسالة العالم في نشر العلم بين الناس قال أبو حامد الغزالي:

“وواجب أن يكون في كل مسجد ومحلة من البلد فقيه يعلم الناس دينهم، وكذا في كل قرية، وواجب على كل فقيه فرغ من فرض عينه، وتفرغ لفرض الكفاية أن يخرج إلى من يجاور بلده، ويعلمهم دينهم وفرائض شرعهم”.

ومن لوازم مخالطة العالم للناس وبيان الحق لهم أن يكون متصفا بسعة الأفق ورجاحة العقل والثقافة الشرعية والرفق بهم وعلى العالم أن يجتهد في مجاهدة نفسه والارتفاع بسلوكه ليكون قدوة صالحة.
وكان للعلماء أثر كبير عبر مراحل التاريخ الإسلامي في نشر تعاليم الإسلام ونقلها عبر الأجيال المتلاحقة حتى انتهت إلينا، وبذلك حافظوا على هوية الأمة الإسلامية وخصائص الإنسان المسلم.

 

أرسل تعليق