Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

٪ تعليقات

فهرسة مخطوطات التصوف

      لا جرم أن فهرس كتب التصوف لا تخلو من أهمية قصوى، لأمور عدة نذكر منها:

      – أن هذا الفن يعتبر من أهم المكونات التي بنى عليها المغاربة ثقافتهم؛

      – أن “التصوف” امتزج امتزاجا عميقا بسائر العلوم لدى المغاربة، إذ لا يمكن أن نجد فقيها، ولا متكلما، ولا محدثا إلخ، إلا متصوفا، أو كان له من التصوف حظ ونصيب؛

      – أن “التصوف” من أهم العلوم التي أكثر المغاربة فيها، حتى إنه يمكن الجزم، من خلال اتصالنا لسنوات عديدة بالتراث المغربي المخطوط، أن نصيب الفقه والتصوف والمناقب في التأليف كان أكثر من سائر العلوم التي نشط المغاربة في الإدلاء بدلوهم فيها.

      – أن فهرس كتب التاريخ الذي سبق نشره سنة 1421هـ/ 2000م، شمل قسم منه كتب المناقب، ولا ريب أن “علم التصوف” يعتبر قاعدة “علم المناقب”، إذ التصنيف في هذا الأخير كان بقصد إبراز المكانة الروحية للعلماء، والكلام على كراماتهم، ومعلوم أن “الكرامة” من أهم المباحث في المجال التداولي الصوفي؛

      – إن الخزانة المولوية العامرة، شملت الكثير من نوادر كتب التصوف، ولاشك أن الكشف عنها من خلال فهرستنا، سيستفز الباحثين والمتخصصين لإخراج الكثير منها إلى النور، ناهيك عما يمكن أن تسهم به في تنشيط البحث الأكاديمي بتنبيه الطلبة الباحثين على هذه المخطوطات بقصد نشرها في إطار رسائل وأطروحات جامعية.

      إن المتأمل في محتويات كتب التصوف المغربي، سيلحظ ميزة خاصة انفرد بها صوفية المغرب عن صوفية الأندلس والمشرق، وهو أنه تصوف عملي، يهدف إلى تحسين الأخلاق والرقي بها نحو الكمال، بدون الانعزال عن الواقع، بل كان متصوفة المغرب منخرطين في الحياة الاجتماعية حتى النخاع، وما تأسيسهم للطرق الصوفية، إلا من أجل تحقيق هذا الغرض، فجعلوا منها مؤسسات اجتماعية واقتصادية تنشط في محيطها، وتقدم الدعم والخدمات لأبناء الأمة، بخلاف التصوف المشرقي والتصوف الأندلسي اللذين جنحا في الغالب الأعم، إلى الإشراف، فتحول إلى فلسفة أكثر منه مذهبا أخلاقيا اجتماعيا.

      ولهذا فإن النساخ المغاربة عندما نسخوا المؤلفات الصوفية المشرقية أو الأندلسية، ركزوا على الكتب ذات البعد الأخلاقي العملي، ونذكر منها، على جهة المثال لا الحصر، كتاب “إحياء علوم الدين” لأبي حامد الغزالي، حيث إن النسخ الموجودة في الخزانة المولوية أغلبها مكتوب بخطوط مغربية، على اختلاف أنواعها، وهذا دليل كوديكولوجي على التوجه الأخلاقي العملي للإنسان المغربي.
هذا، وقد تنوعت الكتب المفهرسة في هذا الكتاب لتشمل كتب الوعظ، والأذكار، والسلوك وآداب الشيوخ والمريدين، والمناظرة حول مسائل روحية دقيقة إلخ..

      وقد آثرنا فهرستها تحت عنوان واحد، وهو “كتب التصوف” حيث إن المباحث الأخرى متصلة اتصالا وثيقا بهذا العلم فلم يكن بد من مزجها جميعا، ما دامت تخدم المشروع الأكبر لدى المتصوفة المغاربة، وشيوخ التصوف والطرق الصوفية، وهو تخليق المجتمع، وإنزال السالك من برجه العاجي، ليكون فاعلا في المجتمع ومؤثرا فيه…

التعليقات

  1. مسعود /الجزائر -بوسعادة

    السلام خير التحية بها تطيب النفس فهي زكية:
    يعلم الله مدى الخدمة التي تقدمها أناملكم لطلبة العلم، فقيامكم بحصر عناوين المخطوطات الخاصة بالتصوف أمر في غاية الأهمية.. وهو ذا فائدة جليلة يجعل طريق العلم أمام الباحث جلية، وعوز هذا النوع من الفهارس يجعلني أطلب وإن شاء الله مسألتي تكون مقضية، وتكون سماحتكم عند الله مرضية، فأرجو أن توفر لكم نسخة الكترونية أن تمنوا بها علي..
    ولكم مني خالص التحية
    وأرجو من الله الكريم أن يقضي لكم بكل حرف من كتابكم أمنية
    ويبعد عنكم بكل قطرة حبر بلية
    والسلام خير ختام سنة خير الأنام

  2. ذ.تاوشيخت / الرباط

    بسم الله الرحمن الرحيم
    جزاكم الله خير الجزاء الدكتور أحمد شوقي بنبين وبواسطتكم إلى كل مساعديكم الأقربين على هذا العمل المتميز الذي زاد الخزانة الملكية نورا على نور وجعلها متألقة دوما في المحافظة على ذخائر المخطوطات المغربية وعلى نشرها بشكل واسع وبالتالي تيسير الوصول إلى عناوينها ومضامينها لكل القراء والباحثين أينما وجدوا.
    مع خالص تحياتي وأغلى متمنياتي لكم بالمزيد من التوفيق وذمتم في خدمة العلم وأهله
    والسلام عليكم ورحمة الله

أرسل تعليق