Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

عن دلالات التسخير

      قال الله تعالى: “وسخر لكم الشمس والقمر” [سورة إبراهيم، الآية: 33]، وقوله تعالى: “والنجوم مسخرات بأمره” [سورة الاَعراف، الآية: 54]، وتسخير الخليقة للإنسان عام، يقول تعالى: “وسخر لكم ما في السماوات وما في الاَرض جميعاً منه” [سورة الجاثية، الآية: 13]، ولهذا التسخير خصائص؛ أولها: المؤقتية؛ فالتسخير مؤقت: “ولكم في الاَرض مستقر ومتاع إلى حين” [سورة البقرة، الآية:35] “إلا رحمة منا ومتاعاً إلى حين” [سورة يس، الآية: 43] فالوحي الذي تتسخر بمقتضاه الكائنات للإنسان وحي مؤقت سوف ينسخ بوحي آخر، وإلى ذلك الإشارة في سورة الزلزلة، إذ يقول تعالى: “إذا زلزلت الاَرض زلزالها وأخرجت الاَرض أثقالها وقال الإنسان ما لها يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها” [سورة الزلزلة، الآية:1-5] فهو وحي جديد بالتخلي نسخ الوحي السابق بالتسخر.

      وثمة خصيصة ثانية، تعتبر من مقتضيات التسخير الأساس، وهي خصيصة المواءمة بين الإنسان وبين والكون فـ “هناك تناسق ذاتي بين مفردات الخليقة والانتفاع الإنساني، فالحاجات الإنسانية جزء من بناء الخليقة، ومفردات الخليقة مصممة بقصد أن تخدم تلك الحاجات. كل مكونات الطبيعة ذات استعداد لقبول تأثير الإنسان فيها، ولتحمل التغيير طبقاً لتصرفه والتحول إلى أي شكل يرغب فيه”. وهذا هو المقصود بعبارة “لكم” في آيات التسخير في القرآن المجيد، [إبراهيم، 32-33/ الحج، 65/ الجاثية، 13/ الحج، 37]،  وقد ترد عبارة “لهم” كما في سورة (يس، 41) وهو المقصود أيضاً من عبارة ذلل في مثل قوله تعالى: “أو لم يروا اَنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها ياَكلون ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون” [سورة يس، الآيات: 70-72] وقوله تعالى: “هو الذي جعل لكم الاَرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور” [سورة الملك، الآية: 15].

     وقد جمع الله بين المؤقتية والمواءمة في مثل قوله تعالى: “وءاية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون وءاية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون إلا رحمة منا ومتاعاً اِلى حين” [سورة يس، الآيات: 36-43].

     والله الهادي إلى سواء السبيل

الأمين العام

                                                                                                               للرابطة المحمدية للعلماء

أرسل تعليق