Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

عن أهمية الوجهة في حياة الإنسان

      واضح من خلال النظر العام في تاريخ الإنسان أن التساؤل رافعة أساس من رافعات الكسب البشري فوق هذا الكوكب، وأنه يتشعب على احتمالات لا انتهاء لها: “إن سعيكم لشتى” [سورة الليل، الآية: 4]، احتمالات يكون المحدد لها هو رغبات الإنسان وميوله وطموحاته وآماله. وذلك من خلال ما تستدعيه هذه الدوافع من تساؤلات تتسق معها.

      ووضوح الرؤية للإنسان الذي ينجم عن امتلاكه مشروعا يعمل لأجله، أشبه بالنواة في الذرة التي تنتظم حركة الكهارب فتجعلها حركة غائية هادفة، فحين تزول النواة ينفرط نظام الذرة وتستحيل الكهارب إلى جسيمات تتحرك حركة دون وجهة سرعان ما تستنفد طاقتها الكامنة فتبيدها. لكن بعد الوعي بأهمية المشروع تنشأ ضرورة أن يكون المشروع صادرا عن فهم للإنسان فلا يضخم جانبا فيه على حساب جوانب أخرى. إذ المشاريع التي تنشأ عن عدم فهم كاف للإنسان تتشكل حولها عصبية دافعة، ولكن نحو بوار، فهي وإن بدت في مبدئها قوية فاعلة مثمرة، فإنها سرعان ما تؤول وبلا سبب بذور الفناء التي تحملها في أطوائها.

      إن تنوع وتعدد أسباب العيش وأماكنه وعوائقه، وكذا تعدد طموحات الإنسان وآماله التي يريد أن يبلغها، وتعدد وتنوع آلامه التي يريد الفرار منها، كل ذلك يفرض عليه تقلباً دائماً في المواقع، وهي مواقع ليس يسهل عليه منها جعل حركته معانقة لقبلة مشروعة، فيصبح التوجه ضرورة في حياة الإنسان، لكونه شرط هذه المعانقة. فللسلامة والفوز لا بد من المعرفة بالقبلة التي ينبغي أن يقترب منها، ومن أجل ذلك ولا بد من إبصار العلامات/ البصائر الذي يسعف في تحديد الوجهة السليمة نحو القبلة “وعلامات وبالنجم هم يهتدون” [سورة النحل، الآية: 16].

الأمين العام

                                                                                                               للرابطة المحمدية للعلماء

أرسل تعليق