Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

ظاهرة الاحتمال ومراتب الخطاب في النسق الأصولي المالكي.. (9)

مــواطـن الإجمـال

هـ. احتمال اللفظ المركب لمعنيين يصح احدهما باعتبار ويصح الآخر باعتبار آخر، ويشمل نوعين:

تركيب المفصل: ومثاله قول النبي صلى الله عليه وسلم: “ثمرة طيبة وماء طهور“، حيث استدل به أبو حنيفة على جواز الوضوء بنبيذ التمر. أما المالكية فلا يرون هذا الرأي، إذ أن “هذا اللفظ يحتمل أن يكون المراد به التركيب، أي مجموع من ثمرة طيبة ومن ماء طهور، لا أنه بعد المزج والتركيب يصدق عليه انه ثمرة طيبة وانه ماء طهور، ألا ترى أن الخمسة تركبت من زوج وفرد، أي من اثنين وثلاثة، ولا يصدق كل واحد بانفراده عن الخمسة، إذ لا يصدق على الخمسة إنها زوج (…) فمن الجائز أن يكون قوله صلى الله عليه وسلم: “ثمرة طيبة وماء طهور” مما يصدق مجموعا ولا يصدق مفردا، ولا يتم الاستدلال به إلا إذا كان يصدق مفردا[1].

ظاهرة الاحتمال ومراتب الخطاب في النسق الأصولي المالكي.. (9)

تفصيل المركب: ومثاله احتجاج المالكية على أن الاقتصار في الوضوء على مسح الناصية لا يجوز، وأن المسح على العمامة وحدها لا يجوز، ومستندهم ما روي من “أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح بناصيته وعلى العمامة“[2] معا، ولو كان المسح على الناصية وحدها كافيا لاقتصر عليه، ولو كان المسح على العمامة كافيا لاقتصر عليه. أما الحنابلة فيرون أن النص يحتمل أن يكون في وضوء واحد ويحتمل أن يكون في وضوءين، مسح بناصيته في وضوء ومسح على عمامته في وضوء آخر[3].غير أن المالكية يمنعون توجيه الحنابلة بالقول إن المغيرة بن شعبة راوي الحديث ذكر انه وضوء واحد[4]..

يتبع في العدد المقبل..

——————————————————

1. مفتاح الوصول، التلمساني، 450-449.

2. أخرجه مسلم وأحمد والبيهقي من رواية المغيرة بن شعبة.

3. المدخل إلى أصول الفقه المالكي، عبد الغني الباجقني، ص: 45-46.

4. مفتاح الوصول، ص: 452.

أرسل تعليق