Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

شروط المربي عند الصوفية

      وضع الصوفية سلسلة من الشروط التي يجب أن يتحلى بها المتصدر للمشيخة لكي يكون أهلا لهذا المنصب الشرعي الهام، هذه الشروط هي ثوابت في حق الشيخ المربي نظرا لخطر وعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه، وباستقرائنا للشروط التي وضعها الصوفية للشيخ المربي -وإن اختلفوا في تعدادها- فيمكن أن نجملها في أربعة شروط رئيسية وهي: معرفة الفرائض العينية، الإذن، اتصال السند، والخبرة التامة.

      3. اتصال السند

      الإسناد بصفة عامة هو نقل الثقة عن مثله إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من خصوصيات هذه الأمة، ولا يشاركها فيها أحد. قال الإمام السخاوي: “الإسناد خصيصة فاضلة من خصائص هذه الأمة، وسنة بالغة من السنن المؤكدة (…) وقد روينا من طريق أبي العباس الدَّغُولي[1] قال: سمعت محمد بن حاتم بن المظفر يقول: إن الله أكرم هذه الأمة وشرَّفها وفضَّلها بالإسناد، وليس لأحد من الأمم كلها قديمها وحديثها إسناد. إلى أن قال: فهذا من فضل نعم الله على هذه الأمة، فنستوزع الله شُكر هذه النعمة”[2].

      وهذه الخصيصة ليست حكرا على علماء الحديث والقراءات… وإنما هي مبدأ مشترك بين جميع العلوم الإسلامية، ومنها علم التصوف لهذا نجد الصوفية يتشددون على ضرورة توفر هذا الشرط لمن أراد الجلوس إلى الناس، ويعبر الصوفية عن هذا الشرط بـ “صحة النسب” تأكيدا منهم على أهميته. يقول أحمد النقشبندي الخالدي: “وقد أجمع السلف كلهم على أن من لم يصح له نسب القوم ولا إذن في أن يجلس للناس لا يجوز له التصدر إلى إرشاد الناس”[3]. وهذا الاهتمام الخاص الذي أولاه الصوفية للسند ورجالاته لم يتناولوه من جهة الرواية فقط كما عند المحدثين “أي أنه لا يقتصر على الحكاية الشفوية أو الحكاية المكتوبة لواقعة أو خبر؛ بل يتعدى ذلك إلى نقل روحها وتخلق الناقل بوصفها، وتشبعه بخصال رجالاتها”[4] إنه نقل عمل حي، وشُعلة لا تنطفئ منذ عصر النبوة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهذا هو التحقق بالوراثة النبوية.

———————————————————

  1.  أبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، الإمام العلامة الحافظ المجود شيخ خراسان، مات سنة 325هـ. ينظر سير أعلام النبلاء، 14/557.

  2.  فتح المغيث بشرح ألفية الحديث، لشمس الدين أبي الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي، دراسة وتحقيق: عبد الكريم الخضير ومحمد فهيد آل فهيد، مكتبة المنهاج للنشر والتوزيع، ط1/1426هـ، 3/344.

  3.  أحد النقشبندي الخالدين جامع الأصول في الأولياء، ج 1، ص: 80، الأولياء وأوصافهم، تحقيق: أديب نصر الدين، مؤسسة الانتشار العربي بيروت، ط 1 / 1997.

  4.  أحمد الغزالي، ملامح التواصل الصوفي بين فاس وكندر والنواحي (مقاربة انثلوجية) مراجعة محمد أحمد غزال، بدون (ط. ت).

أرسل تعليق