Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

تعليق واحد

تطور المجتمع رهين بتعليم المرأة

إن المتأمل في القرآن الكريم ليجده زاخرا بالآيات التي تحث على طلب العلم وترغب في تحصيله وترفع من شأنه وشأن طلبته، يقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير) [سورة المجادلة/ الآية :11].

بل إن أول ما نزل من الوحي على سيدنا محمد-صلى الله عليه وسلم- قول الله -عز وجل- مخاطبا رسوله الكريم بآية عظيمة تدعو إلى العلم وتأمر بالقراءة: ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) [سورة العلق/ الآية: 1].

قد أدرك النبي -صلى الله عليه وسلم- معنى هذه الآية الكريمة وفقه مقاصدها ومراميها، فبينها  وترجم معانيها فعلا وقولا، فحث صحابته الكرام على التعلم ورغب في طلب العلم، ونبه إلى الإخلاص في اكتسابه، فكانوا نعم التلاميذ لخير معلم ومربي، فسارعوا إليه وجدوا في طلبه، والنهل من معينه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه– قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : “من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة[1] ” ، وهذا اللفظ عام يدخل فيه الرجال والنساء.

ولم تكن الصحابيات الجليلات بمنأى عن ذلك، فقد علمن أن دعوة الإسلام إلى العلم تشمل النساء والرجال، فحرصن على سماع الحديث النبوي الشريف، وتلقي العلم وحضور مجالسه، وعيا منهن بدورهن العظيم ورسالتهن الجليلة اتجاه دينهن وأمتهن، وزيادة في الحرص على التعلم سألن النبي –صلى الله عليه وسلم– أن يخصص لهن يوما يعلمهن فيه، ويبيّن لهن أمور دينهن.

ولم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين، ويسألن عن العلم ويستزدن من فضله، عن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها- قالت: “نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين [2] 

نعم لقد أدركت المرأة منذ فجر الإسلام دورها العظيم  في بناء أمتها ومجتمعها، والمساهمة في ترسيخ أسسه والحفاظ على قيمه  ومبادئه، فعلمت أن ذلك لا يكون إلا بالعلم بهذه القيم والتمثل لهذه المبادئ،  فبادرت إلى العلم والتعلم، وتأكد لها  أن الأمة  التي لا يتعلم أبناؤها نساء ورجالا هي أمة لا مكان لها بين الأمم ومآلها الاندثار والزوال.

وقد أكد العلامة ابن خلدون في مقدمته على أهمية العلم والتعلم وأنه طبيعي في العمران البشري حيث قال: “…وتتشوف نفوس أهل الجيل الناشئ إلى تحصيل ذلك فيفزعون إلى أهل معرفته ويجيء التعليم من هذا، فقد تبين بذلك أن العلم والتعليم طبيعي في البشر.[3]  

فبالعلم نبني شخصية الإنسان بصفة عامة، والإنسان المسلم بصفة خاصة، وبفضله نعد المرأة المسلمة الإعداد الصحيح لتحمل مسؤوليتها وأداء رسالتها، ومن تم  بناء شخصيات أبنائها وبناتها، حتى نساهم في تطور المجتمع والرقي به إلى مدارج الأمم المتقدمة.

فتعليم المرأة، وفتح آفاق العلم أمامها، ضرورة دينية ومجتمعية، لتساهم بشكل فاعل وواع في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية، وتشارك في رقي مجتمعها وتطوره.

——-
1.  جامع الترمذي، كتاب العلم، باب: فضل طلب العلم.
2.  صحيح الإمام البخاري، كتاب العلم، باب: الحياء في العلم.
3.  مقدمة ابن خلدون، طبعة دار الفكر، د. ت. ص:  430.

التعليقات

  1. محمد الوافي

    السلام عليكم ورحمة الله
    بارك الله في جهودك أستاذة غرساوي.

أرسل تعليق