Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

بصدق طوية الشباب تفتح أبواب ونوافذ النصر

المعادلة الصعبة تحقيق غايات تأتي بالتجربة والمثابرة، والخبرة الطويلة في ظل المتغيرات التي لا تخلو من عيوب وشطحات، واحتراق واحتراف من غير انسلاخ من التاريخ ولا جحود للجذور، مع التأرجح والتحليق والاندفاع والتوسط والعجز، والتحكيك والتمحيك، والبحث عن الذات والأصول، والجراءة والجدية وترسيخ الأقدام في معاقل العز والخلود، والحث على حماية الثوابت والأمجاد، وبما يرسم ترسيخ دعائم النهضة وتقدم الإنسان وإسعاده، وبما يحول الأحلام إلى حقيقة واقعة، والإفادة من تجارب الآخرين ونشرها، وانتشال المواهب من الإهمال وزوايا النسيان، من غير التقليل من قيمة أي جهد يبذل، بل يجب اعتباره شحنة تكونت من مجموعة شموع توهجت في فترات متفاوتة، لتضيء ظلام العصر ولنيل الوطر بنكهة بارزة تحمد لذوي الفضل مهما اعتبرها البعض أضواء خافتة ، إنها البداية الأحمد والطريق الواضح الأوفق الأصوب.

والنهج السليم والقاعدة الصلبة منهما يتولد الإنتاج الجيد، وكم يكون السرور كبيرا والفرحة غامرة، ونحن نشاهد شبابا يتبع خطوات الرواد يملء الدنيا ويشغلها حيوية في طلب العز والتنقل في مدارج الحياة، يغالب التعب ويقهر المشاق، وهو اتجاه يجب أن يعيه قابل الأجيال في المدارس والمعاهد والمعامل والمزارع، وبنظرات فاحصة لتلصق وتعلق بالأذهان، مع الطموح والفكر في دنيا الانتاج والمعارف، ولا نستسلم للواقع الممزق ومع كل صباح جديد نستيقظ على إنجازات حقيقية مؤكدة، والأمل في أفعال الشباب هو إكسير الحياة، بشباب يجمع بين حقائق الكون والحياة، لا يبالي بالعقبة الكؤود ولا يدعون الأمس يستهلك قدرا كثيرا من يومهم، وفي العتمة ما أجمل أن يؤمن الإنسان بالنور، فالشباب إقدام وكفاح، والرجولة تفهم وحساب يكللان بالنجاح، وعظمة الشباب في يده وقلبه فاليد تعمل والقلب يوحي بنوع العمل، والعمل عند الشباب فن وصنعة لا يتقنهما إلا من توافرت فيه رهافة المشاعر وقوة الملاحظة والإرادة القوية، وضرورة التلاؤم والانسجام بينهما، وبالتفاهم والتفاعل ينسجم الشكل والمضمون.

بصدق طوية الشباب تفتح أبواب ونوافذ النصر

ولا يقدر على ذلك إلا من آمن بالله وسرى الإيمان في دمه وخالط منه اللحم والعظم، والإيمان هو الذي يوقظ النائم وينبه السادر للخروج من المأزق، ثم بعد ذلك نعكف بجد على تحقيق مقومات الذات، التي أعني بها المقومات الفكرية والاعتقادية ومن ثمة السلوكية، ثم يكون التوفيق والبناء وبعد ذلك يتحتم على كل فرد منا أن يسأل نفسه: ماذا فعل بالقدرات والكفاءات الكامنة في ذاته؟ وإن لم يكن الآن وقت تشغيلها فمتى؟ وإن لم تكن أمة الإسلام أحق بها فمن؟ والشباب أصفى ما يكون جوهرا وأشد قوة حين تحاصره الأزمات، وبه نظفر على حقنا لأنه يمثل الرجولة والعمل، وهو الصخرة العاتية التي تتحطم عليها معوقات الجهل والفقر والمرض لأنه يملك المناعة والصلابة في أحرج المواقف، والقاعدة العلمية تقول: إن الشباب كالشجرة حقيقة تحتاج لإمداد جذورها إلى الأعماق حتى تينع وتوتي ثمارها، وهو القادر أن يختصر الفجوة للحاق بركب التقدم إذا وفرت له الأسباب لإحداث النضج المطلوب، وبقوة الدفعة الذاتية إلى الأمام في مناخ يهيء له فرص النبوغ والإبداع.

ولا بديل لحل المعضلة والقضاء على الفشل الحاصل إلا بتبادل الخبرات مع شباب العالم، والتبادل العلمي المثمر، والارتقاء بالمعارف وتنمية روح البحث لديهم حتى تكون له القدرة على تأدية دوره بشكل فعال، إن انبلاج فجر الشباب أعلامها تلوح أنوارها ساطعة تنشد طريق الحق، والمجتمعات التي يقودها الشباب ستبقى تتألق بالحقيقة والاستقامة، واستنشاق الهواء النظيف، بعيدا عن المبررات المضحكة الكاذبة، حتى لا تصاب الأمة بالارتداد إلى الفردية وبعثرة الجهود، والحق الذي لا مراء فيه أن الشباب هو ثمرة مجتمع منفعل بإيمانه، بل بحر زاخر مأنوس بالهدى والحق والخير، في ظلاله تحس الإنسانية المذعورة بالجلال والاطمئنان، وستبقى أياديه مبسوطة لا تنتهي عند حد تنثر الخير وتتسع باتساع علمه بالحياة، وما أجدرنا أن نستكشف معدنه الكامن برص الصفوف المبعثرة المتناثرة في وحدة التعارف، ووحدة التآلف والأخوة والتحابب.

في الوحدة ترقى الأمة إلى أوج السعادة وذروة المجد، في الوحدة التي يكون رائدها الشباب والإخلاص، وتوحيد الأهداف والإعداد للقوة والمعرفة مجاراة للأمم الحية حينئذ ترفرف رايات السلام والكل ينطق قائلا، أيها الناس في دنيا الناس أجمع، آن الأوان أن  تعيش البشرية في محبة وأمن تحت أعلام السلام العادل، سلام يضمن لكل فرد سعادة ومستقبل أبنائه وبناته.

وبصدق الطوية تفتح أبواب ونوافذ النصر، ويمحى من الوجود شبح التمزق والشقاق والضعف والهلاك والهوان، وبالصمود في وجه العبث يزدهر العطاء ويطرد الاستمرار ويعم الاستقرار، والتلاحم الإنساني وينطلق شراع الحياة عابرا الأمواج إلى مرفأ الأحلام التي تهفو إليه أنفس احترقت لأحقاب في أرض أحالها أهلها إلى توجس وترقب بين مجاهل التصادم والنكران.

وبالشباب يستقيم سلم الأولويات ويتحرك العمل المنتج لمعرفة أسباب القصور والتقصير، ويزداد العمل المنتج، ومن ثمة تتلاحق متوالية بقية حلقات السلسلة الحضارية بطواعية ويسر.

إننا معنيون قبل غيرنا بقضايانا ومسؤولون عنها، والشباب غرس يجب أن يتعهد بالسقي والرعاية دون من أو رياء حتى ينمو ويتفرع وتصبح ثماره دانية القطوف، بل تبقى دوحته مستمرة الإيتاء والعطاء وبحبها للشباب تدرك الإنسانية المعنى الكبير للحياة، ومنه تستمد أعظم جرعة على الاستمرار في الحياة والصمود لما تحمله كل يوم لنا من متاعب ومشاكل، وبعزيمة الشباب استطاع كبار القادة عبر التاريخ أن يحققوا المجد، ويذوقوا حلاوة النصر، بل إن الشباب جزء من حياتنا وهو حياتنا نفسها، هو منبع الذكريات الحلوة التي تبقى حية دائما مهما تقدمت الأعمار بالمسنين، وهو أساس التغيير الذي نريده لحياتنا ونسعى إليه، وهو لا يتخذ لنفسه صفة الآمر بل صفة الخادم، ولا يفرض نفسه على الأمة بل يقدم لها الخدمات ويقف منتظرا أوامرها، وهكذا يكون التلاحم والتلاؤم ويكمل بعضنا البعض الآخر، ومن هذا المنطلق كان تشكيل الشباب وإعداده في الأمم الحية وليد حكمة وتجربة فجاء منسجما مع الواجبات التي أسندت إليه.

والإنسان لا يكون مثاليا إلا إذا كان مدركا للقيام  بأية مهمة تعهد إليه، مبتعدا عن روح الاتكالية، يخط لنفسه طريقا صحيحا منبنيا على حب الأوطان وشاعرا بضخامة المسؤولية الملقاة على عاتقه، وبفضل العقل والعلم يكون الشباب وجها مشرقا لهذه الأمة تطل من خلاله على عالم  مهد السبل في الممارسة والتطبيق للنهضة الحديثة المرتكزة على المعارف والصناعات، الهادم لأسوار بين الحضارات، ونصير للتفاعل الإنساني الصحي الراشد.

وعلى الله قصد السبيل.

الوسوم

أرسل تعليق