Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

العلامة المختار السوسي من خلال دعوة الحق.. (5)

قصيدة “من مراكش إلى إلغ” أو “البرميلية”[1]:

العلامة المختار السوسي من خلال دعوة الحق.. (5)

حط الشاعر رحاله بعدما أنهى دراسته بالمدينة الحمراء “مراكش” وتفرغ للتدريس بها وبث المعرفة من جهة، وخدمة القضية الوطنية من جهة أخرى، بنشاط أزعج إدارة الحماية الفرنسية، وأزعج معها صنيعتها باشا مراكش “التهامي الكلاوي”. وبعد أحداث كثيرة ومضايقات متعددة لم تجد نفعا في الحد من نشاط العالم الشاعر، فتُقرر التخلص منه بنفيه من مدينة مراكش إلى مسقط رأسه “إلغ”. ونفذ هذا القرار فعلا، فحمل الشاعر في سيارة عتيقة بالية من مراكش بعد شروق يوم الخميس 28 ذي الحجة عام (1355 هـ \11 مارس 1937 م). وبالرغم من كون الشاعر نُفي إلى مسقط رأسه، فقد صعب عليه البعد عن مراكش وعن تلامذته بها وأصدقائه وصفوته ومعارفه، ووجد نفسه غريبا. وأثناء مدة النفي نظم الشاعر قصائد كثيرة ضمنها كتابا خاصا في عدة مجلدات سماه “الإلغيات”، من بينها هذه القصيدة الطويلة التي عرفت من بعد بين تلامذته ومريديه باسم “القصيدة البرميلية”، ذلك لأن الشاعر تفنن فيها في وصف السيارة التي حملته إلى منفاه مشبها إياها بالبرميل. وقد قضى الشاعر في منفاه تسع سنوات حيث لم يعد منه إلا في (شهر شوال 1364 هــ/ شتنبر 1944 م). وجاء في مطلع القصيدة البرميلية:

أرأيــــــت الأيــــــام كيــــف تــداول؟         واليالي بالســـــهد كيــــف تطـــول

ويد الـــــدهر كيــــف تلـــــعب بـالح         ـــــر، طـــلوع طـــورا، وطــــورا نزول

بينمـــا المرء في شروق صــــــباحا         إذ به في المســـاء عـــــاد الأفـــول

وفي ختامها يقول الشاعر الفذ:

كنت في إلــــغ رابضــــا وبنــو الشـ         ــعب رسيم فيــــما جــــرى وذميل

فأرى نضرة الحيـــاة لــــدى الحمــ         ـراء أيضــا حيـــــث المنـى والسول

فاشتــياقي إلـــــى مــــــرابعها مـ         ــثل قصيدي هـــــذا، طويـل طويل

يتبع في العدد المقبل…

————————-

1. دعوة الحق، العدد 9 السنة الثانية، 1959- ص: 54-61.

أرسل تعليق