Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

الكامون (Cuminum cyminum)

الكامون

تعرف زراعة الكامون انتشارا واسعا في مختلف مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط، وفي إيران والباكستان، والهند، والصين، وجنوب الولايات المتحدة الأمريكية. إلا أن موطنه الأصلي يتواجد بمصر وتركستان. يعرف الكامون علميا باسم “Cuminum cyminum” وهو من الفصيلة المظلية، أما  الجزء المستعمل من النبات فهو الثمار التي عرفت عند الكثير من الناس بالبذور.

إن نبات الكامون عبارة عن عشب حولي يبلغ ارتفاعه حوالي 50سم وله ساق مجوف وأوراق خيطية تشبه إلى حد ما أوراق السنوت، فالأزهار تتجمع في نهاية الأفرع على هيئة مظلة بلون أصفر، وعند النضج تكون الثمار مستطيلة شبه مسطحة بخطوط ذات لون بني غامق، لها رائحة عطرية.

تحتوي ثمار الكامون على زيت طيار يضم مركبات فعالة من أهمها الدهيد، وجاما تربين، وبيتا بانيين وباراسا يمين، وزيوت دهنية. كما يتميز نبات الكامون بتاريخ عريق تنبع جذوره من مصر القديمة حيث كان الفراعنة يزرعونه بكثرة على ضفاف نهر النيل. وقد كانوا يقدمونه ضمن الهدايا لما عرفوا عنه من مزايا تخص التحليل والترويق والتنظيف فكانوا يدونون وصفات علاجية تحتوي على هذا العشب العطري في البرديات الفرعونية.

استعمل العرب الكامون منذ بزوغ أولى مراحل الحضارة العربية إذ نجد أن ابن سينا قال: “الكمون فيه قوة مسخنة يطرد الرياح ويحلل، وإذا غسل الوجه بمائه صفاه، ومع الزيت والعسل يدمل الجراحات، إذا سحق الكمون بالخل واشتم منه قطع النزيف من الأنف، وكذلك إذا أدخلت قطعة مبللة بمائه في الانف،. وإذا شرب بخل ممزوج بالماء نفع من عسر التنفس“. وقال أبو بكر الرازي: “الكمون مع الكندر(اللبان الذكر) ينفع حالات أوجاع المعدة وحصى الكلى والمجاري البولية وكذلك سيلان اللعاب“.

وقد ذكر الدكتور عبد الحي السجلماسي في كتابه الأعشاب الطبية في المغرب أن الكامون يعرف ببلادنا بخاصية طرد الغازات بالنسبة لمن يعانون من الانتفاخ البطني والمساهمة للتخفيف من مشكلة عسر الهضم كما تستعمله الأمهات المرضعات لتقوية إدرار الحليب.

من جهة أخرى أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة أن الكامون يحمل مواد فعالة تؤهله ليدخل قائمة الأعشاب الطبية بحيث أثبتت الدراسات المخبرية قدرة هذه المواد على كبح نمو بعض أنواع الجراثيم والميكروبات التي تسبب للإنسان أمراضا خطيرة، كما أثبت البحث العلمي أن نبات الكامون يتميز بمفعول مضاد للالتهاب ويساعد على الحد من التأثير السلبي للجذور الحرة التي تنتج من عملية الأكسدة، وإلى جانب هذه الخصائص الصحية فالكامون يساعد على الوقاية من الإصابة من الأورام الخبيثة وظهور السرطان.

ختاما وبعدما أظهرت الدراسات العلمية أن نبات الكمون لديه نشاط كبير جدا كمضاد للميكروبات، فقد خلص الباحثون في هذا المجال أنه يمكن استخدام الكامون وبعض التوابل الأخرى ومركباتها الطيارة كمواد حافظة في المنتجات الغذائية الطبيعية لكي تكون بذلك بديلا لاستخدام أو إضافة المواد الحافظة الكيميائية، وهذا يبشر بمستقبل ناجح للصناعة الغذائية لما سيضمن للمستهلك الجودة من جهة والوقاية من الأخطار الصحية التي التصبير الكيميائي من جهة أخرى.

الوسوم

أرسل تعليق