Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

الفرق بين كلام الله وكلام البشر

      هناك فارق بين الاستخدام الإلهي للغة، والاستخدام البشري للغة نفسها. فالقرآن المجيد كلام الله العليم الخبير الذي أحاط بكل شيء علماً، وأحاط بالكلام كله علماً، فاللفظة المختارة من لدنه سبحانه تضرب بجذورها في الإحاطة، نظراً للنظم الذي أخضعها له سبحانه، فالعمد إليها لتبيانها دون مراعاة هذا بحسب الأفق المعرفي للإنسان القاصر يظلمها.

      إن الفرق بين كلام الله وكلام البشر أكبر من الفرق بين الإنسان والتماثيل الطينية، فكما أن إرادة الله ومشيئته حين توجهتا إلى الطين صيرتاه إنساناً ناطقاً مريداً فاعلاً، فكذلك حين توجهتا إلى الكلام صيرتاه قرآناً مرتلاً منيراً هادياً. إن استخدام القرآن للمفردة اللغوية يعطيها الطابع المرجعي الذي يحكم دلالاتها حيثما وجدت في القرآن، فإذا تم التعرف على دلالة مفردة لغوية قرآنية بالآليات المنهجية المناسبة، وفي مقدمتها التعديل التعاضدي المقارن بين كل الاستخدامات في القرآن، فإنه يتم الانفصال بالدلالة الحاكمة التي تفهم اللفظة بحسبها في القرآن كله.

      فدلالات اللفظ القرآني تُسقَط على كافة توظيفاته، واستخداماته في القرآن. فالإعجاز ليس بلاغياً فقط، إذ قَصْرُه على هذا الجانب انتحاء به منحى التقنين، والتقنين لا يصدر إلا عن إحاطة، والإحاطة في حق الكتاب مستحيلة، إذ من قنن عارض (بالمفهوم الشعري للمعارضة)، وهذا لا يجوز في حق القرآن المجيد: “قل لئن اِجتمعت الاِنس والجن على أن ياتوا بمثل هذا القرءان لا ياتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً” [سورة الإسراء، الآية: 88].

الأمين العام

                                                                                                               للرابطة المحمدية للعلماء

أرسل تعليق