Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

الحلبة (Trigonella Foenum gracecum)

الحلبة

الحلبة نبات سنوي يبلغ ارتفاعه من 20 إلى 60 سم، تتفرع من ساقه الأجوف سوق صغيرة في نهاية كل منها ثلاث أوراق مسننة طويلة، ويظهر من قاعدة ساق الورقة قرن معقوف، يحمل أزهارا صفراء تتحول إلى بذور في القرن.

تعد البلدان المطلة على السواحل الشرقية للبحر الأبيض المتوسط الموطن الأصلي لهذا العشب، ويُزرع بشكل كبير في الهند ومصر والمغرب.. وقد كان نبات الحلبة معروفا منذ القدم فقد عثر علماء الآثار على وصفة تستخدم فيها الحلبة مسجلة على ورقة من أوراق البردي المصرية القديمة يرجع تاريخها إلى 1500 سنة قبل الميلاد، واسمه العلمي “Foenum gracecum” يعني القش اليوناني.

تتميز الحلبة برائحة قوية ونكهة خاصة، تستهلك أوراقها وبذورها على نطاق واسع في دول العالم كأحد التوابل الرئيسية في المستحضرات الغذائية، وكمادة طبية في العلاج التقليدي خاصة بشبه القارة الهندية الباكستانية وكذلك في البلدان الشرقية الأخرى.

يعتبر نبات الحلبة من النباتات الأساسية التي تستخدم في الطب التقليدي حيث يتم استعماله خارجيا لعلاج الجروح والدمامل، والاكزما، والتهاب المفاصل، وآلام العضلات الناتجة عن الروماتيزم على شكل لبخات أو مغلي الحبوب. أما داخليا فالحلبة تستخدم لعلاج التهاب القصبات، وفي علاج قرحة المعدة ومشاكل الجهاز الهضمي كالإصابات المعوية والإمساك والبواسير على شكل مغلي البذور، ويستعمل على شكل غرغرة للتخفيف من التهاب اللوزتين والخناق، كما يستخدمه العشابون الصينيون التقليديون لعلاج مشاكل الكلي ومشاكل الجهاز التناسلي لدى الرجال.

تتميز بذور نبات الحلبة بكونها عطرية ذات مذاق مر، طاردة للريح مدرة للحليب، وذات فعالية مضادة للبكتيريا، ويمكن أكلها نيئة أو مطبوخة. تتكون البذور من 50 بالمائة من الألياف الغذائية، و30 بالمائة من البروتينات (ليسين والتربتوفان  lysine et Tryptophane) وجزء بسيط من الكربوهيدرات، وقلويدات من نوع  بيريدين، وفلافونودات والاحماض الأمينية الحرة، والصابونين، وجليكوزيدات، والفيتامينات والمعادن والصمغ، و 5 بالمائة من الزيت الثابت المر قوي الرائحة، ثم الزيوت الطيارة.

لقد أظهرت الدراسات الحديثة فعالية الحلبة في خفض مستويات السكر في الدم، وتكثيف كتلة الجسم الهزيل وخفض الكولسترول وعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي. من جهة أخرى، أظهرت الدراسات العلمية التي أجريت لدى مرضى السكري من النوع 2 أن نبات الحلبة يساعد على ضبط مستوى السكر في الدم، ويخفض من مقاومة الأنسولين. وقد أشارت بحوث أولية أجريت حول مرض السكري من النوع 1 إلى أن الحلبة يمكن أن تساعد في إفراز الأنسولين، ويمكن أن تقلل من الكوليسترول الكلي والكوليسترول “LDL“، وفي عام 2010 درس بابو “Babu et al” وفريقه عن طريق البحث التشريحي لفئران مصابة بداء السكري تم تلقيحهم بمستخلص نبات الحلبة، فأكد  فعاليته كمخفض لنسبة السكر والدهون في الدم.

إن بذور نبات الحلبة تضم مواد تأثر سلبا على  نمو بعض أنواع البكتيريا والطفيليات والفطريات التي تهدد نموها السليم. وقد أثبتت الأبحاث العلمية التي نشرت في عدة مجلات علمية هذه الخصائص البيوكيميائية، ففي مقال علمي نشر عام 2008 لإحدى مجلات أكسفورد جاء فيها أن الحلبة تحمل مواد ذات فعالية ضد الطفيلي المسبب للملاريا، وقد وجدت الدراسات التي أجريت بالمختبر أن مستخلص الحلبة كان فعالا ضد أنواع هذا الطفيلي المقاومة للأدوية المتداولة حاليا. أما مجلة التغذية السريرية بآسيا والمحيط الهادي فقد أخبرت سنة 2004 أن إنبات بذور الحلبة يرفع فعاليتها كمضاد للأكسدة والنشاط البكتيري لميكروب “H.pylori الذي يتسبب بقرحة المعدة.

اكتشفت إحدى الفرق العلمية أن مستخلص الحلبة يحول دون نمو الخلايا السرطانية، وذلك عندما تم تلقيح فئران التجارب به مما أدى إلى الزيادة في عدد الخلايا البيضاء “Les macrophagesالتي تلعب دورا مهما في عمل الجهاز المناعي.

في عام 2008 ذكر البخاري وفريقه أن بعض المواد المستخرجة من بذور الحلبة،  كالميثانول، والإيثانول وثنائي كلورو ميثان، والأسيتون وغيرها.. لها نشاط مضاد للأكسدة  بفضل عملية كبح التأثير الضار الناتج عن نشاط  الجذور الحرة. وقد أكد الباحث  نايدو في عام 2010، من خلال تجاربه العلمية القيمة،  كل هذه النتائج.

في عام 2010 ذكر “Navayath” وفريقه أن المستخلص المائي للحلبة يمنع تسمم الكبد والكلي بعد جعل فئران التجارب يتعرضون لمواد سامة بالنسبة لهذين العضوين، الشيء الذي جعل الباحثون يؤكدون على تميز نبات الحلبة بخاصية وقائية هامة.

أخرج الإمام الهيثمي في مجمع زوائده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لو تعلم أمتي ما في الحلبة لاشتروا ولو بوزنها ذهبا” لقد كان لرسولنا الكريم السبق في ذكر فوائد الحلبة الصحية، فهي من النباتات الطبية التي تعتبر مصدرا غنيا من المكونات التي لم تدرس أهميتها الصحية كلها بعد، فهي تعد من الأبحاث العلمية في زمننا الحاضر..

المراجع:

1. طارق جمعة، عبير جمعة، الأعشاب جمال وصحة، الدار العربية للعلوم، الطبعة الأولى 2006.

2. زغلول النجار، الإعجاز العلمي في السنة النبوية، نهضة مصر، الطبعة الرابعة 2010.

3. Helambe S Snehlata, Dande R Payal, Fenugreek (Triginella foenum-graecum L): An Overview. International Journal of Current Pharmaceutical Review and Research, Novembre 2011- January  2012; 2(4) ; 169-187

أرسل تعليق