Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

الإمام ابن القطان – المشيخة (5)

هذا هو الجزء الخامس من المقالات التي أكتبها في هذا العمود عن الإمام ابن القطان، وهو صلة للمقال السابق المتعلق بمشيخته، والكلام على شيوخ ابن القطان طريق لاحب للوصول إلى المعرفة السليمة بحال هذا الإمام.

ولا أَهْدَى إلى التعرف على الشخصيات العلمية، والعلم بحقائق أحوالهم من أمرين اثنين: الإنتاج العلمي، ثم المشيخة. فأما الأول: فعرضٌ لأثرهم في العلم، وأما الثانية: فاستعرض لمن أحدث فيهم أثرا من الشيوخ المعلمين. وإذا كان الرجل يُعرَف بآثاره، فإنه أيضا يُعرَف بمن أثر فيه.

وقد وعدت في المقال السابق بتسليط الضوء على جوانب متعلقة بمشايخ ابن القطان، تُستثمر في حسن التعريف به. ولا بد بين يدي ذلك من ذكر أمرين اثنين يوضحان المنهج الذي سأسلكه في ذلك  إن شاء الله تعالى.

فأما أولهما: فإنني اقتصرتُ فيمن أعرض له من شيوخه في هذا الجزء، وما بعده، على من أخذ عنه بالسماع خاصة؛ لأنهم الأعظم أثرا في تكوينه العلمي، بل هم أُسّ بنائه المعرفي، وعمود فسطاطه العلمي، متجنبا هنا التكثر بذكر من أخذ عنهم بالإجازة فقط، وإن كان هذا التوسع في الاستجازة يدل على نبل ابن القطان، وكمال حرصه على الطلب، كما يدل على محله هو نفسُه من العلم بالنسبة لمن أجازه، خصوصا من كان منهم متشددا، لا يجبر إلا من يأنس منه علما، أو يتحقق من جانبه معرفة.

وأما ثاني الأمرين: فإنني اخترتُ ترتيبَ هؤلاء الشيوخ على سني الوفيات، ليتبين تبكيرُ ابن القطان بالطلب بالنسبة للمتقدم وفاة؛ وكثرةُ الملازمة، والحرصُ على الطلب بالنسبة لم تأخر منهم.

وإذ كان من منهج هذا القسم عدم استثمار ما يتعلق بمن أجاز ابن القطان، فيما أكتبه عن هذا الأخير قاصدا بيان التأثير العلمي لمشايخه فيه، فإن المنهج الملمع إليه لا يأبى سردَ أسامِيَهم ليُعلموا، وليلا يستدركَ أحدَهم من لم يستحضر أنه من شيوخه المجيزين فقط.

أجاز ابنَ القطان جماعةُُ، -وفيهم فحول- ذكر منهم ابن عبد الملك ثمانية ناصا على أن ابن القطان أخذ عنهم إجازة فقط[1] وقد أوردتهم على غير النمط الذي أوردهم عليه عبد الملك، فرتبتهم على سني الوفيات مراعاة لترتيب شيوخه بالسماع كما سيأتي ذلك إن شاء الله.

ومجيزوه الذين ذكرهم ابن عبد الملك هم:

1.  أحمد بن يوسف بن عبد العزيز بن محمد بن رشد أبو القاسم القيسي الوراق (ت582هـ)؛

2.  إبراهيم بن إبراهيم أبو إسحاق العشاب الأنصاري (583)؛

3.  محمد بن سعيد بن أحمد الأنصاري، أبو عبد الله بن زرقون (تـ586هـ)؛

4.  يزيد بن محمد بن يزيد بن رفاعة أبو خالد اللخمي (تـ 588هـ)؛

5.  علي بن أحمد بن محمد بن كوثر أبو الحسن المحاربي (تـ 589هـ)؛

6.  محمد بن أحمد بن محمد أبو عبد الله ابن عروس السلمي (تـ 590هـ)؛

7.  عبد الله بن فليح أبو محمد؛

8.  أبو محمد عبد الله الحجري.

للمقال بقية، يتبع إن شاء الله

———————————————-

  1.  ونص كلامه: “وكتب إليه مجيزا” ثم ذكرهم. الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة. س8/ق1/166.

أرسل تعليق