Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

أسماء بنت أبي داود بن نجاح المقرئ

هي أسماء بنت أبي داوود سليمان بن أبي القاسم نجاح مولى أمير المؤمنين هشام المؤيد بالله بن الحكم المستنصر بالله[1] العالمة الأندلسية التي نشأت في بيت علمي متكامل الخصوصية جمع بين الأدب والعلم والأخلاق والتسامح والكرم والشجاعة والعفة.. وما إلى ذلك من الصفات الحميدة، وهي من أهل بلنسية[2] تلك المدينة التاريخية العريقة التي تقع في شرق إسبانيا، مهد الحضارة العربية الإسلامية التي تخرج منها العديد من الشخصيات العلمية عرفت باسم بلنسية أيام الحكم الإسلامي لإسبانيا، وقد شغلت فكر الشريف الإدريسي الذي وصفها في كتابه: “نزهة المشتاق في اختراق الآفاق” بأنها من أكبر قواعد الأندلس في مستوى من الأرض عامرة القطر كثيرة التجارة والعمارة، بينها وبين البحر ثلاثة أميال مع النهر الذي يسقي مزارعها..

أسماء بنت أبي داود بن نجاح المقرئ

أخذت عالمتنا الجليلة التي سطرت واقعا فكريا متميزا في تاريخ الحضارة الإسلامية الأندلسية العلم عن سلسلة من العلماء الأجلاء ومنهم “والدها سليمان بن يحي بن سعيد المعافري المقري من أهل قرطبة، يكنى أبا داود روى عن أبيه أبي داود الكبير[3]. “سكن قرطبة (…) وكان قديما يكنى أبا الربيع قال: فلما قرأت على أبي داود الهاشمي قال لي تكن بكنيتي فكان ذلك تلا بالجزيرة الخضراء على أبي بكر بن المفرج الربولية، وبشرق الأندلس على أبوي الحسن: الحصري، وابن الدش، وأبي الحسين يحيى بن البياز، وأبي داود بن نجاح؛ وروى عن أبي القاسم خلف بن مدير، وأبي محمد قاسم بن عبد العزيز (…)، وأجاز له أبو الحسن العبسي، وأبو عمران العرسي المقرئ، ولقيه بالمرية (…) وكان مقرئا محققا مجودا ما هرا حتى كان يعرف بأبي داود الصغير لينا هينا متواضعا متقللا من الدنيا، أقرأ القرآن ودرس العربية بمسجد غبن السقا من قرطبة، وهو مسجد العطارين زمنا واسن فعلت روايته وقصده الناس للأخذ عنه وانفرد في وقته بروايته عن الحصري وقد تكلم فيه بعضهم فيما ذكر أبو محمد ابن القرطبي وتوفي بعد الأربعين وخمسمائة”[4].

فهذه المرأة الجليلة نشأت في أحضان والديها الذي عرف بغزارة علمه ومجالسته المتواصلة للعلماء الجهابذة كل هذه العوامل أتاحت لها فرص الانفتاح على العلم والتماس مناهجه التربوية الحكيمة؛ ويذكر صاحب كتاب التكملة لكتاب الصلة “أن زوجها والدها من أحمد بن محرز فتى كان يقرأ عليه وكان فاضلا مقلا فأعجبه بسمته وقال له يوما أتحب أن أزوجك بنتي؟ فخجل الفتى وذكر حاجة تمنعه فزوجها منه، ونظر إليها في دار وزفها إليه[5]. كما أن أحمد بن محرز هذا، هو أحمد بن محمد بن خلف بن محرز أبو جعفر الأنصاري الأندلسي مقرئ أستاذ له كتاب “المقنع في القراءات السبع” و”المفيد في الثمان[6].

لم ترد أخبار كثيرة عن أسماء بنت أبي داود بن نجاح المقرئ نظرا لقلت المصادر التي تناولت سيرتها بالتفصيل؛ رحم الله أسماء بنت أبي داود بن نجاح المقرئ وأسكنها فسيح جنانه

——————————————————-

1. الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة لأبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الملك الأنصاري الأوسي المراكشي، ج: 2، ص: 478.

2. التكملة لكتاب الصلة للحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الله أبي بكر القضاعي البلنسي ابن الأبار، ج:4 ص: 254.

3. صلة الصلة، لأبي جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي الغرناطي، ج: 5 ص: 201.

4. الذيل والتكملة ج: 4 ص: 96-97.

5. التكملة لكتاب الصلة، ج: 4 ص: 254.

6. الإعلام للزركلي، ج: 1 ص: 214.

أرسل تعليق