Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

شيوخ التربية.. المهام والفاعلية في المجتمع المغربي

2. تحقيق الوحدة الوطنية

ومن بين الذين قاوموا فتنة بوحمارة، الشيخ الحاج المختار بن محيي الدين البودشيشي، والشيخ الحاج محمد بن عبد الغني.

3. الشيخ الحاج المختار بن محي الدين البودشيشي 

وهو من كبار المجاهدين في منطقة بني يزناسن، فقد نسق جهوده مع القائد الناجم الاخصاصي لمواجهة الفتان بوحمارة، فأرسل الشيخ دعمه المتمثل في الخيل والرجال إضافة إلى دعمه المعنوي، وما يؤكد ذلك، الرسالة التي وجهها له القائد الناجم الاخصاصي في 15 ربيع الثاني 1325هـ/ 28/5/1907م، “.. سيدنا الأعز الأرضى الشريف الجليل سيدي المختار بودشيش أمنك الله، سلام عليك ورحمة الله عن خير سيدنا نصره وبعد، فقد وقعت البارحة معركة بيننا وبين الفتان الجيلاني الزرهوني يشيب لها الوليد لم تتقدم مثلها وترك فيها أثاثه ورجاله وأفراسه طعمة للوحوش وفر هاربا لوجهه من غير أن يلتفت على شيء بسعادة سيدنا المؤيد بالله وبركة أسلافه. وعظم الله أجرنا وأجركم في تلميذكم ومحبكم القائد الميلودي السرغيني قدسه الله؛ فإنه رحمه الله قتل في المعركة. وابحث لنا على فرسين حسنين واشترهما لنا وبيّن لنا ثمنهما نوجهه لك وحتى فرسك الأزرق إن كنت تريد بيعه فبين لنا ثمنه لنوجهه لك وعلى محبتكم طالبا صالح أدعيتكم..”[1].

يتبين من خلال هذه الرسالة أن الشيخ المختار البودشيشي ساهم بالعُدد والمؤن وكلَّف خيرة رجاله، وهو القائد الميلودي السرغيني بأن ينوب عنه في مواجهة الفتَّان بوحمارة.

4. الشيخ الحاج محمد بن عبد الغني: “المتوفى في 10 ربيع النبوي 1322هـ/25-05-1904م”.

كما انبرى الشيخ محمد بن عبد الغني لدعم ومؤازرة السلطة الشرعية ضد فتنة بوحمارة حيث تقلد مهام سياسية جد حساسة لدى القبائل النكادية والريفية نظرا لمكانته كصوفي التف حوله الناس وأجمعوا على فضله وصلاحه ففي شعبان 1321هـ/11 نونبر 1903م، أخبره الحاجب أحمد الركينة بما يلي:

“.. وجهنا لتلك النواحي محلة تنزل على طرق ملوية وتكون أعراب اتريفة رابطة معهم خيالا ورجالا.. وأنت نحبك أن تكون واسطة بين القبائل وأعراب أولاد ستوت، وقلعية والمحلة السعيدة، جميع من امتثل لأمرك ونهيك فاقدم به عند كبير المحلة واعلمنا به.. فكن عند الظن بك وعلى محبتك والسلام..”[2].

هذه الأعمال البطولية شكلت ضربة قوية قضت مضاجع أعداء الوحدة الترابية، مما اضطرهم إلى التخطيط لاغتياله، حيث نجحوا في تنفيذ مؤامرتهم الخبيثة، ذلك أنهم تربصوا به حين “أنهى مفاوضاته مع الشيخ بوعمامة البوشيخي “بالزكارة” وقفل راجعا من هناك فصاحبه المدعو “قدور ولد امعمر الزكراوي” ثم تأخر عنه قليلا بمطروح ثم أطلق عليه رصاصة من بندقيته فأسقطه عن فرسه وأخذ الفرس والسلاح ثم رجع إلى معسكر بوعمامة. وكان هذا الاغتيال يوم الأربعاء 10 ربيع النبوي 1322هـ /25 ماي 1904م”[3].

 وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على الدور التاريخي الذي لعبه الصوفية في اجتثاث بذور الفتن واستئصال نوازع الشر، من أجل مجتمع متماسكة أطرافه متوحدة أركانه، تحت راية إمارة المومنين، رمز الوحدة والأمن والاستقرار للمجتمع المغربي..

يتبع في العدد المقبل بحول الله تعالى..

—————————-

1. تاريخ وجدة وأنكاد في دوحة الأمجاد، 2/153-154.

2. تاريخ وجدة وأنكاد في دوحة الأمجاد،2/156.

3. مذكرات محمد بن الحسن الحجوي، 48، نقلا عن تاريخ وجدة وأنكاد في دوحة الأمجاد، 2/157.

أرسل تعليق