Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

تعليق واحد

المشيخة عند العلماء (3)

      الشيخ عند الصوفية

      يقول التهانوي رحمه الله: “والشيخ عند السالكين هو الذي سلك طريـق الحــق وعرف المخاوف والمهالك  فيرشد المريد ويشير إليه بما ينفعه ويضره”[1].

      ويقول أيضا: “وفي الاصطلاحات الصوفية: الشيخ هو الإنسان الكامل في علوم الشريعة والطريقة والحقيقة، البالغ إلى حد التكميل فيها لعلمـه بآفات النفــوس وأمراضها وأدوائها ومعرفته بدوائها وقدرته على شفائها والقيـام بهـداها إن استعـدت ووقفت لامتدائها”[2].

      وقد عرفه القاشاني بأنه: “هو الإنسان البالغ في العلوم الثلاثة التي هي علم الشريعة والطريقة والحقيقة إلى حد الذي من بلغه كان عالما ربانيا مربيا هاديا مرشدا إلى طريق الرشاد، معينا لمن أراد الاستعانة به على البلوغ إلى رتب أهل السداد، وذلك بما وهبه الله من العلم اللدني الرباني، والطب المعنوي الروحي فهو طبيب الأرواح بما علمه الله تعالى من أدوية أدوائها المردية لها…”[3].

      أورد سيدي علي حرازم تعريفا لشيخه عندما سئل عن حقيقة مصطلح الشيخ فقال: “أما ما هو حقيقة الشيخ الواصل فهو الذي رفعت له جميع الحجب عن كمال النظر إلى الحضرة الإلهية نظرا عينيا وتحقيقا يقينيا… وصاحب هذه المرتبة هو الذي تشق إليه المهامه في طلبه؛ لكن مع هذه الصفة فيه كمال إذن الحق له سبحانه وتعالى إذنا خاصا في هداية عبيده وتوليته عليهم بإرشادهم إلى الحضرة الإلهية”[4].

      فهذه جملة من التعاريف تتفق كلها على أن الشيخ هو عبد من عباد الله تحقق بعلم الشريعة والطريقة والحقيقة، مهمته هي: الدلالة على الله بعد أن أجازه شيخه فــي ذلك، وتلقى مع ذلك إذنا خاصا من الله ورسوله في إرشاد عبيده.

      وقد جمع الأستاذ الحسين ألواح هذه المعاني بقوله: “الشيخ هو عبد صالح قد سلك الطريق على يد شيخ أو شيوخ حيث قطع مقامات الدين واجتازها بسلام وزج به في بحر المعرفة. وبعد أن تمتع وخاض بحر المعرفة توج بالإذن في التربية من شيخـه ومـن الله ورسوله”[5].

————————————————-

  1.  التهانوي، موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم، تقديم وإشراف ومراجعة: رفيق العجم، تحقيق: علي دحروج، ترجمة: جورج زيناتي، ط:1 / 1996 م، مكتبة لبنان ناشرون، ص: 1049.

  2.  المصدر السابق نفسه، ص: 1050.

  3.  القاشاني، لطائف الإعلام في إشارات أهل الإلهام: معجم المصطلحات والإشارات الصوفية “باب الشين” ص: 45-46 الجزء: 2، تحقيق ودراسة: سعيد عبد الفتاح، مطبعة دار الكتب المصرية القاهرة، 1416هـ/ 1996م.

  4.  سيدي علي حرازم، جواهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض سيدي أبي العباس التجاني رضي الله عنه، ج1، ص: 125، دار الكتاب العربي بيروت، لبنان، بدون ( ط. ت).

  5.  الحسين ألواح، مقال تحت عنوان: “الشيخ المربي” في جريدة الإشارة، العدد 13، السنة:2، رمضان 1421هـ/ ديسمبر 2000.

التعليقات

  1. محمد الصاوي

    السلام عليكم
    بارك الله في جهودكم

أرسل تعليق