Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

التعليم العتيق ببادية الشمال من خلال الكتاتيب والمساجد والزوايا

      اشتهرت القبائل المحيطة بمدينة طنجة بتعداد المراكز العلمية وتنوعها من مدارس قرآنية إلى مساجد وزوايا وحلقات علم تعقد في أماكن مختلفة، وقد جلس للتعليم بهذه المنطقة علماء أجلاء، تخطت شهرتهم قبائل هذه المنطقة لتصل إلى حواضر طنجة وتطوان وغيرها من المدن المغربية العريقة نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر:

      العلامة سيدي أحمد بولعايش: الشهير بمصباح الفقيه العالم الشهير بالتقوى والصلاح ولد في قرية بوعيش المشهورة في قبيلة أنجرة، وحفظ القرآن الكريم وما يتعلق به من ضبط وتجويد، ثم تعاطى حفظ المتون العلمية وما يتعلق بها من شروح وحواشي على يد كبار علماء عصره بالبادية من أمثال العلامة الفقيه سيدي أحمد شتوان، والعلامة الفقيه سيدي أحمد بن يرمق، فلما ظهرت نجابته رحل إلى مدينة فاس فلازم دروس علمائها الأعيان، حتى تفقه في علوم شتى، ثم عاد إلى مسقط رأسه فعكف على تدريس العلم لأهل قريته ومن قصده من طلبة القرى المجاورة، وكان يعيش من مزروعات أراضيه الفلاحية الموجودة بقصر المجاز، ولم تتعلق نفسه بخطة ولا منصب بل زهد في ذلك كله وانقطع للعلم والتعليم واشتهر بحسن التبليغ والتفسير فدرس القرآن الكريم وعلومه، والحديث وكتبه الصحيحة، بالإضافة إلى الفقه بالمرشد المعين، والرسالة، وسيدي خليل، والنحو بالأجرومية، والألفية ولامية الأفعال، بما كتب عنهم من شروح وتعاليق.

      العلامة سيدي محمد بن عبد السلام بن عبد القادر بن العلامة المفسر سيدي أحمد بن عجيبة، إزداد بقرية الزميج بقبيلة أنجرة نواحي  طنجة سنة 1321هـ1903م. تعلم على شيوخ قريته، ثم انتقل إلى فاس حيث أخذ على ثلة من علمائها، ثم عاد إلى مسقط رأسه حيث تولى الخطابة والإمامة، ثم عين بعد ذلك عضوا في المجلس الأعلى الخليفي بتطوان، وأستاذا بالمعهد العالي، ثم قاضيا بمحكمة طنجة، فعضوا بالمجلس العلمي بها، وحين أحيل على المعاش سنة 1971، انتقل إلى مسقط رأسه واتخذ من مسجد القرية مدرسة لتعليم الطلبة من مختلف جهات المغرب، يطعمهم في بيته وما يساعده به أهل القرية والمحبين للعمل من سكان قبيلة أنجرة وغيرها، وكان يدرس طلبته بالإضافة إلى القرآن الكريم وعلومه، الحديث الشريف بكتبه الصحاح وعلومه ومصطلحه ابن عاشر، ومختصر الشيخ خليل في الفقه والعبادات بشروحه وحواشيه، والتحفة لابن عاصم والفرائض، وعلم التوقيت، والنحو بالجرومية، والألفية بشروحها المختلفة، لامية الأفعال، والبلاغة، والمنطق، والسيرة النبوية، وقد تخرج على يديه ثلة من العلماء والفقهاء تعج بهم مساجد القرى المجاورة.

      العلامة سيدي محمد السعيدي الأنجري: عالم جليل وفقيه نبيل اشتهر بحفظ النصوص وسرعة البديهية في الفتوى فكان مقصودا لهذا الغرض من جهات شتى، ولد في قبيلة أنجرة ونشأ فيها وتعلم، فحفظ القرآن الكريم وتلقى دروس العلم الأولى عن رجال قبيلته وفقهائها، ثم ارتحل إلى فاس فأخذ عن علمائها وخيرة أساتذتها حتى نبغ واشتهر ثم عاد إلى قبيلته فاشتغل بتدريس العلم للطلبة الذين قصدوه من قبائل كثيرة، وقد درس علوم اللغة والبيان، واشتهر بإلمامه وتفوقه في علمي الفقه وأصوله، حتى قال عنه العلامة سيدي محمد كنون في كتابه “مواكب النصر وكواكب العصر”: “وقد ضاعت بوفاته ثروة طائلة من فتاويه في المهمات التي لو جمعت لخرجت في عدة مجلدات”..

جريدة ميثاق الرابطة العدد 1048 2 ذو القعدة 1424هـ الموافق 26 دجنبر 2003م.

تابع بقية الموضوع في العدد المقبل بحول الله تعالى..

أرسل تعليق