Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

التطورات التاريخية لما بعد سجلماسة.. (8)

تافيلالت خلال القرن 13 الهجري و 19 الميلادي

التطورات التاريخية لما بعد سجلماسة.. (8)

أهم الزوايا الفيلالية:

زاوية سيدي علي بن أبي زينة:

تقع بواد المالح غرب واحة تافيلالت على الضفة الشرقية لوادي غريس على بعد سبع كيلومترات من مركز سجلماسة. أسسها الشريف الإدريسي سيدي علي بن أبي زينة وهي تشرف على حقول زراعية بمشيختي الغرفة وواد إيفلي وكذلك على عدة أشجار من النخيل بمقاطعة السفالات. يقوم بحراسة الزاوية أحد الشرفاء الذي يتقبل الزيارات ويأوي الزوار.

تضم الزاوية فضلا عن المسجد قبتين جنائزيتين: الأولى دفن بها العالم الفيلالي سيدي أحمد بن عبد العزيز الهلالي المتوفى ليلة الثلاثاء 21 ربيع الأول عام 1175 هجرية / 1761 ميلادية. أخذ العلم عن عدة علماء مشهورين أمثال سيدي أحمد الحبيب صاحب زاوية الماطي، وله عدة مؤلفات منها: “تفسير القرآن الكريم[1]، “كتاب في القراءات[2]، كما ألف كتبا أخرى في اللغة وفي تفسير مختصر خليل. أما القبة الثانية التي تقع إلى الشمال، فقد دفن بها مؤسس الزاوية وتتكون هذه القبة من باب رئيسي على شكل قوس تعلوه لوحة من الفسيفساء كتب عليها: “لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم” هذا فضلا عن اللوحة المؤرخة لبناء الزاوية والتي اختفت مع الأسف. مرورا برواق مغطى نصل إلى القبة المشيدة من الآجر المحلي فوق أعمدة وجدران من الطابية، وقد زينت القبة بنقوش جصية وجبسية أنيقة تتكون من تشبيكات زهرية ومعينات هندسية تتخللها أفاريز من الكتابات العربية المكونة من العبارات: “العافية الباقية“، و”العز لله“، و”الملك لله“.

أما قبر الشريف فيتخذ شكل سنم تعلوه لوحة رخامية بيضاء نقش عليها:

الوجه الأول: “الحمد لله توفي الولي الصالح أفاض الله عليه ببركاته سيدي علي بن أبي زينة الأحد عند صلاة العشاء ودفن”.

الوجه الثاني: “يوم الاثنين عند صلاة الظهر وذلك أول شعبان عام ستة عشر ومائة وألف لا إله إلا الله محمد رسول الله“. وبجانب قبر الشيخ، دفن أحد أبنائه، وقد وضع على القبرين كما هو الشأن بالنسبة لقبر سيدي أحمد بن عبد العزيز الهلالي، دربوس من الخشب زين بفتحات هندسية من نوع مشربية.

زاوية سيدي أحمد بلمدني:

يرجع أصل شيخ هذه الزاوية إلى قصر النجا الواقع بواد الساورة. وكان لوصول المستعمر الفرنسي لهذه المنطقة أن اضطر الشيخ بلمدني إلى الخروج منها، فاستقر مؤقتا بقصر الطاوس على بعد ثمانين كيلومترا جنوب تافيلالت. ثم ارتحل إلى قصر مقطع الصفا، قرب وادي غريس بالجنوب الغربي لواحة تافيلالت، حيث أسس الزاوية المعروفة باسمه. واشتهر أحمد بلمدني بمواقفه المعارضة للأطماع الفرنسية في المغرب وكذا بزهده وقيامه بدور الوساطة في إصلاح ذات البين بين القبائل المتنازعة، مما جعل زاويته تحظى بشهرة كبيرة عند سكان تافيلالت والذين كانوا يترددون عليها باستمرار.

يتبع في العدد المقبل..

———————————————————————-

1. الخزانة الملكية: المخطوط رقم: 5345 د.

2. الخزانة الملكية: المخطوط رقم: 1057 د.

أرسل تعليق