Image Image Image Image Image Image Image Image Image Image

ميثاق الرابطة |

انتقل إلى الأعلى

أعلى

لا توجد تعليقات

الإسلام دين السلام

دعوة الإسلام تقوم أساسا على مبادئ الحق والعدل والسلام فهي مبادئ أمن وأصول حياة تقوم على المحبة والنظام، وهي في نفس الوقت علاقة بين العبد وربه، وتنظيم اجتماعي واقتصادي بين البشر، وتنظيم هذه العلاقة القائمة على صدق الإيمان وكامل الإيقان، والصلاة والزكاة والصيام والحج على الوجه المطلوب، أمر يملأ نفس المؤمن معرفة للحق، وانفعالا بمعاني العدل، وحبا للخالق يدعوه لطاعته، فيأتمر بما أمر وينتهي عما نهى، وهذا كله يصنع من المؤمن إنسانا يتخلق بأخلاق الله من العدل والرحمة والأمن والسلام، وهذه المعاني السامية تنعكس على علاقة المؤمن بغيره من المخلوقات، وكذلك تنظيم العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية بين الناس.

 والإسلام في جوهره عقيدة يمتلئ بها القلب والوجدان فيندفع الإنسان بها ومن أجلها إلى القيام بمختلف العبادات التي تدل على صدق المعتقد في اعتقاده، وعقيدة أي شخص سر من أسرار نفسه، لا يعرفها على الحقيقة سواه، والعقائد لا تكتسب بالقوة، ولكن تتحقق بالاقتناع، والتاريخ يثبت أن الدعوة المحمدية لم تأخذ صورة العنف أبدا، فقد دخل الرسول عليه الصلاة والسلام يثرب وما يكاد يوجد فيها بيت، يوجد فيه مسلم وقبل الأنصار وجود المهاجرين معهم، وأوسعوا لهم في السكن، وفي العمل، وفي القلوب جميعا، وأحلوا الرسول من ذلك كله محل الكرامة والعزة والمنعة، ومع ذلك لم يقاتل اليهود الموجودين بها، بل عقد معهم المعاهدات التي تجعل لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، ولما صارت للمسلمين بالمدينة دولة أصبح، عليهم كما تقضي بذلك سنة العمران، أن يحافظوا على حدود دولتهم، وعلى حقوق مواطنيها من المسلمين، وأن يمنعوا عليها بالقوة كل من يحاول الاعتداء حرماتها أو اختراق حدودها.

وبمداد من نور يروي لنا التاريخ موقف رسول المسلمين في الحديبية، ففي سبيل حقن الدماء ورغبة في السلام للجميع، قبل النبي صلى الله عليه وسلم شروط الصلح التي عرضها أهل مكة، رغم ما فيها في ظاهر الأمر من إجحاف بالمسلمين الذين كانوا يستطيعون القتال، لو كانوا يريدونه، كما يروي التاريخ أن محمد صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة أوصى خالد بعدم القتال، وعزل سعد بن عبادة لما بلغه عنه أنه تكلم بلسان الحرب في موكب السلام، وأمر أبو سفيان أن ينادي بالأمن والسلام لكل من يفعل أي فعل يدل على رغبته في السلام، وقال لمن أخرجوه من مكة بعد أن دبروا قتله قولته الخالدة “اذهبوا فأنتم الطلقاء”.

جريدة ميثاق الرابطة، العدد 816 الخميس 13 ذو القعدة 1418هـ الموافق 12 مارس 1998م، السنة الثلاثون.

أرسل تعليق